بغداد - حازم السمرائي
ندد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بهجوم إيراني بصواريخ باليستية على أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في شمال البلاد، وقال إن واشنطن تعمل على مساعدة العراق في الحصول على قدرات دفاعية صاروخية للدفاع عن نفسه. وأضاف سوليفان على شبكة (سي.بي.إس) أنه لم يُصب أي مواطن أميركي في الهجوم، ولم تُستهدف أي منشآت أميركية، لكن الولايات المتحدة ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها ومصالحها وحلفائها.وقال "نتشاور مع الحكومة العراقية والحكومة في كردستان العراق، جزئيا لمساعدتهم في الحصول على قدرات دفاع صاروخي ليتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم في مدنهم".
وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن إطلاق 12 صاروخا باليستيا أصابت أربيل في الساعات الأولى من صباح الأحد. واستهدفت الصواريخ القنصلية الأميركية من بين مواقع أخرى، بحسب حكومة إقليم كردستان.وردا على سؤال عن تأثير ذلك على المفاوضات المتعثرة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني، قال سوليفان "عاد مختلف المفاوضين إلى ديارهم في عواصمهم، وسيتعين علينا أن نرى ما سيحدث في الأيام المقبلة فيما يتعلق بالدبلوماسية بشأن الاتفاق النووي". وقال إن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال شديد الالتزام بمنع إيران من حيازة أسلحة نووية.
وأضاف "لن أقول سوى أن الأمر الوحيد الأخطر من أن تكون إيران مسلحة بالصواريخ الباليستية والقدرات العسكرية المتقدمة هو أن تملك إيران كل ذلك فضلا عن السلاح النووي". وتعرضت القوات الأميركية المتمركزة في مجمع مطار أربيل الدولي في وقت سابق لهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة تتهم واشنطن الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران بالمسؤولية عنها، لكن مثل هذه الهجمات لم تقع منذ عدة أشهر. وأحالت وزارة الدفاع جميع الاستفسارات بخصوص تعليقات سوليفان المتعلقة بقدرات الدفاع الصاروخي إلى وزارة الخارجية التي تُشرف على اتفاقات المساعدات الأمنية مع الدول الأخرى.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأحد، أنها استدعت السفير الإيراني لدى بغداد، من أجل إبلاغه باحتجاج الحكومة العراقية على الهجوم الصاروخي الذي استهدف أربيل، عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق. ونددت الخارجية العراقية في بيان بـ"الانتهاك السافر الذي طال سيادة وأراضي جمهورية العراق".وأضافت الخارجية أنها استدعت "عصر اليوم سفير إيران لدى جمهورية العراق، وأبلغته احتجاج الحكومة العراقية على القصفِ الصاروخيّ الإيرانيّ الذي تعرضت له محافظةُ أربيل في إقليم كردستان العراق".
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي عدم السماح بتحول بلاده إلى ساحة لتصفية الحسابات الخارجية. وأضاف في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأحد، أن الحكومة ماضية في اتخاذ إجراءات لتحصين سيادة الدولة ضد أي اعتداءات.من جهته، أكد الوزير بلنكين تضامن الولايات المتحدة مع العراق، ومساندتها لما من شأنه دعم أمنه وسيادته.وكانت إيران هاجمت مدينة أربيل شمال العراق أمس الأحد، باثني عشر صاروخا باليستيا في هجوم لم يسبق له مثيل على عاصمة إقليم كردستان العراق.
فيما ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن الحرس الثوري الإيراني أعلن مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع في الساعات الأولى من صباح الأحد وقالت إنه استهدف "مراكز استراتيجية" إسرائيلية في المدينة.من جهتها، قالت حكومة إقليم كردستان إن الصواريخ استهدفت القنصلية الأميركية ضمن مواقع أخرى. واستدعت وزارة الخارجية العراقية السفير الإيراني لدى بغداد للاحتجاج على الهجوم.ووصف متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الواقعة بأنها "هجوم شائن" لكنه قال إنه لم يصب أي أمريكي بأذى ولم تلحق أضرار بالمنشآت التابعة للحكومة الأميركية في أربيل. كذلك، ندد السفير الأميركي لدى العراق ماثيو إتش. تويلر بالهجوم ، وقال إن "عناصر من النظام الإيراني أعلنت المسؤولية عن هذا الهجوم وتجب محاسبتها".
وكانت آخر مرة تعرضت فيها القوات الأميركية لهجمات بصواريخ باليستية في يناير/كانون الثاني 2020 وذلك في رد إيراني على قيام الولايات المتحدة باغتيال القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في مطار بغداد في وقت سابق من ذلك الشهر. ولم يُقتل أي عسكري أميركي في هجوم 2020 لكن كثيرين عانوا من إصابات في الرأس.
قد يهمك ايضاً
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يتعهد بمحاربة الفساد رغم "الضغوطات الكبيرة"