كييف - جلال ياسين
بدأت القوات الخاصة الروسية في اقتحام مصنع آزوفستال للحديد والصلب في ماريوبول، حيث تصمد آخر القوات الأوكرانية في المدينة، بحسب ما قاله مسؤول موال لروسيا في ألعالم شرق أوكرانيا.وأضاف إدوارد باسورين، الذي يمثل جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنت نفسها جمهورية مستقلة، لقناة تلفزيونية روسية إن القوات المهاجمة كانت تتلقى المساعدة من الطائرات والمدفعية الروسية.
ونفى تقارير المسؤولين الأوكرانيين التي أفادت بأن العديد من المدنيين، ومن بينهم أطفال، كانوا يختبئون في آزوفستال - وهي منطقة صناعية ضخمة في وسط المدينة.وكانت روسيا قد دعت الجنود الأوكرانيين والمقاتلين الأجانب إلى الاستسلام.وقال بترو أندريوشينكو، مستشار رئيس بلدية ماريوبول، إن القوات الروسية تقصف المنطقة بشدة، وتقصف أيضا مناطق سكنية في حي ليفت بانك بالمدينة.
و أفادت تقارير بأن القوات الروسية تشتبك مع القوات الأوكرانية على طول جبهة واسعة عبر شرق البلاد.وأطلقت عشرات الصواريخ مع بدء الهجوم الروسي المتواصل بشكل جدي. وقال حاكم لوهانسك إن القوات الروسية تهاجم المنطقة من جميع الأطراف.وفي خاركيف لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم، وأصيب 21 آخرون في قصف روسي جديد على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بحسب ما أعلنته السلطات المحلية.
وجاء هذا الإعلان بعد يوم من الضربات التي استهدفت المدينة القريبة من الحدود الروسية وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص.وقال حاكم المنطقة، أوليج سينيغوبوف لتلفزيون هرومادسكي الأوكراني إن 21 شخصا أصيبوا في ضربات الثلاثاء في أربع مناطق سكنية مختلفة.وأضاف: "زادت حدة قصف خاركيف"، وطالب السكان بالاحتماء وعدم الخروج من المنازل.
وشهدت خاركيف، التي كان يبلغ عدد سكانها نحو 1.5 مليون نسمة قبل غزو روسيا في أواخر فبراير/شباط، قتالا عنيفا في بداية هجوم موسكو لكنها ظلت دائما تحت السيطرة الأوكرانية.وتخشى أوكرانيا من أن تكون المدينة هدفا رئيسيا في الهجوم الروسي الجديد، الذي تحدث عنه الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وقال رئيس بلدية خاركيف إنه واثق من أن القوات الأوكرانية ستدافع عن المدينة.ويضيف إيهور تيريخوف: "أعتقد أننا سندافع عن خاركيف. ولن نمنح المعتدي الروسي فرصة للاستيلاء عليها، وهذا مهم جدا بالنسبة لنا".ويقول إن الهجوم الروسي يتقدم من الشمال، مضيفا أن "هناك، على حد علمي، قتال عنيف "، في غضون ذلك ، كشفت التقارير عن وجود صفقة تبادل أسرى مع روسيا.
ولم تذكر نائبة رئيس الوزراء، إيرينا فيريشوك، عدد الروس الذين تبادلتهم مع روسيا.لكنها قالت إن 76 أوكرانيا سيعودون، من بينهم 60 جنديا و16 مدنيا.و على الصعيد السياسي قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوش مورافييتسكي، إن بلاده لا تستطيع أن تترك "جيرانها يقفون بمفردهم"، ودعا الدول الأخرى إلى دعم "الروح القتالية" لأوكرانيا.
وأضاف أن القوات الأوكرانية تقاتل من أجل سلامة أوروبا.
وكان مورافيكي يتحدث في مدينة لفيف غرب أوكرانيا عند افتتاح سكن جديد مؤقت للنازحين.وقال: "علينا أن ندعم هذه الروح القتالية. اليوم رأينا نساء وأطفالا، لأن الرجال يقاتلون في الجبهة من أجل أوكرانيا حرة ومن أجل سلامتنا".وتقول الحكومة البولندية إنها - بالاشتراك مع أوكرانيا - ستؤوي ما يصل إلى 5000 أوكراني نازح من أجزاء أخرى من البلاد في مدن مؤقتة من حاويات الشحن في لفيف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن روسيا لن تستخدم الأسلحة النووية في أوكرانيا.ولدى سؤاله عن الموضوع في مقابلة مع قناة إنديا توداي الهندية، قال لافروف إن القوات تستخدم: "الأسلحة التقليدية فقط".وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أمر في وقت مبكر من الحرب بوضع القوات النووية الروسية في حالة تأهب قصوى. وأشار عدد من الشخصيات الحكومية الروسية إلى أن البلاد ستكون على استعداد لاستخدامها في ظروف معينة.وقال لافروف أيضا إنه مع تركيز الهجوم الروسي الآن على شرق أوكرانيا، تدخل الحرب مرحلة جديدة.وأضاف: "تهدف العملية في شرق أوكرانيا، كما أُعلن منذ البداية، إلى التحرير الكامل لجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك. وستستمر هذه العملية".
وأكد أن بدء هذه المرحلة الجديدة ستكون لحظة مهمة للغاية في هذه العملية الخاصة برمتها."و كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد قال الاثنين إن روسيا بدأت هجوما واسع النطاق في منطقة دونباس شرقي البلاد.وقال زيلينسكي على تطبيق تلغرام "يمكننا الآن أن نؤكد أن القوات الروسية بدأت معركة دونباس التي كانت تستعد لها منذ فترة طويلة. جزء كبير من الجيش الروسي مكرس الآن لهذا الهجوم".
وأضاف "بغض النظر عن عدد الجنود الروس الذين تم إحضارهم إلى هنا، سنقاتل. سندافع عن أنفسنا".وقال مدير مكتب زيلينسكي، أندريه يرماك، إن الهجوم على نهر دونباس يمثل بداية "المرحلة الثانية" من الحرب.وأشار كبير المسؤولين الأمنيين الأوكرانيين، أوليكسي دانيلوف، إلى أن روسيا حاولت اختراق خطوط الجبهة الأوكرانية في المنطقة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حدد التغيير في أهداف روسيا خلال خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، عندما أعلن أن هدفه هو "مساعدة الناس الذين يعيشون في دونباس، الذين يشعرون بعلاقتهم التي لا تنفصم مع روسيا".
وكانت روسيا قالت أواخر مارس/آذار الماضي إن الأهداف الأولية للحرب قد اكتملت، وأنها أضعفت القدرة القتالية لأوكرانيا، معلنة تركيز جهودها على ما سمته "تحرير" دونباس.
كما قالت موسكو الشهر الماضي إنها تسيطر على 93 في المئة من لوهانسك و 54 في المئة من دونيتسك، ومن المتوقع أن تحاول قواتها تطويق القوات الأوكرانية المتبقية في المنطقة.
لكنهم يواجهون قتالا مع بعض أقوى قوات كييف، فيما يعتقد أن أوكرانيا لديها ما بين 40 إلى 50 ألف جندي في دونباس، وقد أمضى الكثير منهم سنوات في القتال ضد القوات الانفصالية المدعومة من روسيا في المنطقة.
وقبل وقت قصير من خطاب زيلينسكي، أعلن الحاكم الإقليمي لمنطقة لوهانسك الشرقية سيرغي غايداي أيضا عن بدء الهجوم الروسي الذي انتظرته أوكرانيا لأسابيع.
وقال على فيسبوك "لقد بدأ الهجوم، وهو الهجوم الذي نتحدث عنه منذ أسابيع. هناك قتال مستمر في روبيزني وبوباسنا".
وقال مسؤولو الدفاع الروس إن قواتهم قصفت مئات الأهداف العسكرية في أوكرانيا ليل الأحد، بما في ذلك 16 منشأة عسكرية في مناطق خاركيف وزابوريزهزهيا ودونيتسك ودنيبروبتروفسك، وكذلك ميناء في ميكولايف في جنوب وشرق أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن روسيا بدأت في "تشكيل" شرق أوكرانيا ووضع شروط لهجمات أكبر وأكثر عدوانية.
وحذّر مسؤولون في كييف من أن الهجوم الروسي الجديد لا يعني أن موسكو أنهت هجماتها على أجزاء أخرى من أوكرانيا.
وزعمت السلطات المحلية أن القصف الروسي قتل ثمانية مدنيين على الأقل في مدينة كريمينا بشرق أوكرانيا يوم الإثنين.
وقال غايداي إن أربعة أشخاص قتلوا أثناء محاولتهم الفرار من مدينة كريمينا في لوهانسك التي استولت عليها القوات الروسية.
لكن مستشار الرئاسة الأوكراني أوليكسي أريستوفيتش قال إن القوات الروسية لم تسيطر على كريمينا.
ونقلت قناة أوكرانيا 24 التلفزيونية عنه قوله إن "قتال شوارع عنيف يحصل هناك".
قد يهمك أيضا
ماريوبول تقاوم القوات الروسية وما نشر عن نفاذ الذخيرة الاوكرانية كان غير صحيح