أمستردام - الدار البيضاء اليوم
أكد العاهل الهولندي، ويليم ألكسندر، على دور المغرب في استقرار الحوض المتوسطي، وأهمية جهوده بمواجهة التحديات القائمة في المنطقة.وخلال استقبال خص به عبد الوهاب بلوقي، في ختام مهامه كسفير للمملكة بهولندا، كلف العاهل الهولندي الملك ويليم ألكسندر بلوقي بنقل تحياته الودية للملك محمد السادس والأسرة الملكية، منوها بجودة العلاقات الثنائية مع التأكيد على ضرورة الارتقاء بها إلى مستويات أرفع.ونوه العاهل الهولندي بدور الجالية المغربية المقيمة في هولندا في تعزيز التقارب بين البلدين الصديقين، مشيدا بجهود المغرب في مكافحة جائحة “كوفيد-19”.وفي ختام هذا الاستقبال، وشح العاهل الهولندي بلوقي بالوسام الأكبر "أورانج ناسو" برتبة فارس.
وبعد أربع سنوات من الجمود الدبلوماسي بسبب ملفات "حراك الريف" وسعيد شعو، البرلماني السابق المقيم في هولندا والحامل للجنسية الهولندية، يبدو أن أمستردام والرباط مُقبلتان على صفحة جديدة من العلاقات، بعد تعيين محمد بصري سفيرا جديدا للمملكة في هولندا.وكانت بوادر الأزمة بين البلدين تصاعدت عقب تقديم ستيف بلوك، وزير الخارجية الهولندي، لتقرير رسمي إلى برلمان بلاده في لاهاي حول تداعيات احتجاجات الحسيمة والاعتقالات التي طالت عددا من نشطاء الحراك، وعلى رأسهم معتقلو مجموعة ناصر الزفزافي.ومن أسباب هذا التوتر الدبلوماسي أيضا قضية طلب تسليم سعيد شعو، الذي تتهمه السلطات المغربية بلعب دور أساسي في شبكات تهريب المخدرات الدولية، بالإضافة إلى ملف حراك الريف الذي يتبناهُ برلمانيون هولنديون بشكل صريح؛ وهو ما يزعج السلطات المغربية.
ومحمد بصري، الذي عينه الملك محمد السادس، سفيرا لدى مملكة الأراضي المنخفضة (هولندا)، حصل على شهادة المتريز في الحقوق من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالدار البيضاء.واستهل بصري مساره المهني في مؤسسة عمومية وطنية كإطار في التدبير (آب/ أغسطس 1988 – نيسان/ أبريل 1990)، قبل أن ينضم إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، حيث شغل مناصب عديدة، لاسيما منصبي كاتب الشؤون الخارجية مكلف بمصلحة الامتيازات بمديرية التشريفات (أيار/ مايو 1990 – تشرين الاول/ أكتوبر 1992)، ورئيس مصلحة الحصانات الدبلوماسية والنزاعات بمديرية التشريفات (شتنبر 1999- غشت 2001).
واعتبر خبراء دوليين بأن تعيين السفير الجديد في هولندا سيساهم برأب الصدع بين الرباط وأمستردام إذا كانت هناك عزيمة سياسية جادة ورؤية مسؤولة لدى الإدارة الهولندية الدفع بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستويات أفضل.وأوضح خبراء، أن "توجه السفير الجديد لن يخرج عن إطار إستراتيجية السياسة الخارجية للمغرب وخطه الدبلوماسي والذي يطمح إلى تعزيز التعاون مع أمستردام، من خلال تعاون يسوده الاحترام المتبادل وروح المسؤولية المشتركة التي تتحلى بالتقيد ببنود اتفاقيات وبروتوكولات التعاون الدبلوماسي والأمني بين البلدين".
واعتبروا أن "السفير الجديد ستكون له مقاربة مختلفة لتنزيل توجه الرباط الدبلوماسي في علاقاتها مع أمستردام؛ لكن تطور العلاقات وتقويتها رهينان بمدى استعداد الدولة الهولندية على تقدير رؤية الرباط السياسية والدبلوماسية في ملفات عديدة، والتي من أبرزها التعاون الأمني والاستخباراتي في إطار احترام سيادة البلدين وتوجهاتهم السيادية".وشددوا على أن "هناك عملا كبيرا ينتظر السفير الجديد للمملكة على رأس الدبلوماسية المغربية، خاصة فيما يتعلق العمل على تقريب وجهات النظر بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الهولنديين من أجل تجاوز الجمود الدبلوماسي وتعزيز التعاون السياسي بين الرباط وأمستردام"، وإلى أن "هولندا تسعى، منذ سنوات، إلى كسب ود الإدارة المغربية من أجل تعاون أكثر فعالية على الساحة الأورومتوسطية والإفريقية".
قد يهمك أيضَا :
ملك المغرب يُصدر عفوًا ساميًا على 637 شخصًا بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
العلاقات المغربية الألمانية ملفات عديدة تنتظر استئناف التعاون الثنائي بين الدولتين