الجزائر – ربيعة خريس
نجح سكان قرية " زنتوت " الواقعة في منطقة تامريجت في محافظة بجاية, التي تلقب بلؤلؤة الساحل الجزائري, من تحويلها إلى أشهر مكان سياحي في المحافظة، بعد أن عانت العزلة والتهميش لأعوام طويلة, وبفضل العزيمة والتحدي حول شباب القرية المستحيل إلى واقع.
وكان سكان القرية في زمن ليس بالبعيد يطالبون من السلطات المحلية بحقهم في التنمية، كتزويدهم بشبكة للمياه الصالحة للشرب بعد تعطلها وآخر لصرف المياه القذرة, فهم مجبرون على استعمال الحفر للتخلص من النفايات, مما يهدد بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه، لا سيما وأن هذه الأخيرة تصب في الحقول والمزارع التي يكسبون منها رزقهم, وكذلك إعادة بعث مشروع الطريق الذي يربط قرية زنتوت ببلدية ملبو أو ما يعرف بطريق" بوحالومن" المتعثر منذ مدة والذي يختصر لهم الوقت والمسافة لقضاء حوائجهم و كذلك دراسة وتخصيص ظرف مالي لأجل تهيئة الأماكن السياحية المتواجدة على مستوى القرى.
وتعاني " زنتوت " التي كانت شاهدة على احتضان مؤتمر الصومام التاريخي الذي جمع كبار قادة الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي عام 1956، لتقييمها بعد مرور عامين من اندلاعها, من عزلة شبه تامة التي تفرضها عليهم وضعية الطريق المؤدية إليها، فرغم أشغال التبسيط التي استفادت منها.
ولم تثن تلك العراقيل من عزيمة سكان القرية التي تقع في قلب الجبل وبين طبيعة خلابة، متوفرة على مؤهلات سياحية هائلة بفضل طبيعتها الخلابة ومنابيع المياه والشلالات الجميلة، فقرر سكان القرية بعد نداءات متكررة للسلطات المحلية ومنذ أعوام، رفع التحدي لوحدهم والاعتماد على أنفسهم حيث قاموا بتهيئة مكان سياحي رائع وبإمكانياتهم الخاصة أين قاموا بشق طريق إلى الشلالات وقاموا بتنصيب لافتات إشهارية لتكون بمثابة دليل للسياح الأجانب والزوار الذين يتوافدون من مختلف محافظات الوطن للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة التي تزخر بها هذه القرية, وتحولت في ظرف زمني وجيز إلى مكان سياحي بامتياز .