الرباط - فاطمة الزهراء الراجي
مَنعت هيئة المراقبة الدولية الفيلم المغربي "أندرومان.. من دم وفحم" لمخرجه المغربي، عز العرب العلوي، من دخول إيران للمشاركة في مهرجان رسمي، ما أثار حفيظة المخرج، الذي اعتبر الأمر حجرا على الإبداع وعلى حقه في أن يجول العالم بحرية، مستغربا وصول الحصار الدولي على إيران إلى السينما.وتأسف مدير المهرجان الإيراني، حيدر رحيمي، في اتصال له مع المخرج المغربي، لكون الحصار الذي تفرضه مجموعة من الدول على إيران طال السينما وشتى دروب الإبداع، وهو انتهاك لحق المُبدع في الانتشار عبر العالم، حيث لا دخل للحصار الاقتصادي بالثقافة والفن.ويحكي فيلم "أندرومان"، الذي تُوج بجوائز مختلفة في مهرجانات مغربية ودولية، من بطولة الفنان محمد خيي، والفنانة جليلة التلمسي، قصة "أندرومان"، وهي شجرة أمازيغية في غابات الأطلس النائية، حملت اسمها بطلة الفيلم الفتاة الضحية في قرية تطغى فيها العقلية الذكورية، ويتداخل فيها الأسطوري بالواقعي.ويُعتبر الفيلم نشيدا للحرية وصرخة ألم للمرأة المُضطهدة، في فضاء اجتماعي يسود فيه العرف السلطوي الذكوري، حتى على حساب حكم الشريعة العادل، إذ تدور أحداث الفيلم في قرية أمازيغية خارج حركة العصرنة والتمدن، يتوارث فيها الأهالي حق استغلال أراض مشتركة للذكور فقط.هذا ويُرزق الأب العنيف "أوشن" وهو اسم أمازيغي بطفلة، يرفض القبول بالأمر الواقع، ليُجبر المولودة على العيش في ثوب ذكر كي تضمن "أندرومان" حق العائلة في الأرض، و لتُؤمن ديمومة الحرفة العائلية القاسية لبيع خشب الغابة عبر الأجيال."أندرومان" دور صو"ر حكاية حياة مزدوجة، بين حميمية أنثوية داخلية حزينة ومظهر ذكوري اجتماعي إجباري، لبست تفاصيله وبرعت في أدائه الممثلة المغربية الشابة جليلة التلمسي، التي استحقت عن الدور جائزة أحسن ممثلة في مهرجان طنجة للفيلم المغربي، والجائزة ذاتها في مهرجان الإسكندرية الدولي بمصر.