الرباط - الدار البيضاء
قاعات سينمائية صارت أطلالاً مُخرّبة في حاضرِ الدار البيضاء بعدما شكّلت ماضياً مُشرقاً خلال العقود التي تلت استقلال المملكة، بفعل غياب سياسات عمومية واضحة تروم الحفاظ على تلك المآثر العمرانية التي يعود بعضها إلى عهد الحماية الفرنسية.
وتكشف الملاحظة الميْدانية لأغلب دُور السينما في العاصمة الاقتصادية مدى الإهمال التي تعرضت له، على الرغم من أهميتها التاريخية؛ وذلك في "زمن التلاشي الثقافي" الذي يسِم "كازابلانكا" منذ سنين، بعدما ضاعت مجموعة من القاعات السينمائية الفوّاحة بعبق التاريخ من المدينة.
وأُعيد تداول هذا الموضوع من جديد في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تُسلّط عدد من الفعاليات المحلية في الدار البيضاء الضوء على الواقع المؤسف لقاعات سينمائية عديدة تئنّ تحت وطأة النسيان، منبهة، أيضا، إلى ضعف الاهتمام المحلي بهذه المآثر التاريخية من لدن "البيضاويين".
وأصبحت العديد من دُور السينما بالدار البيضاء بمثابة "مزابل" للمواطنين، بعدما تآكلت جدرانها وأسوارها ولم يتبقّ منها سوى الاسم؛ بينما هدم مجلس المدينة الاقتصادية قاعات سينمائية تاريخية أخرى، عوض ترميمها أو إعادة تهيئتها.
واستنكرت فعاليات مدنية نشطة في المجال الثقافي الاختفاء المتوالي لدُور السينما بـ"الغول الاقتصادي"، في مقابل "غياب" مشاريع ثقافية من شأنها ضخّ دماء جديدة في شرايين العمل السينمائي المحلي، داعية السلطات الإدارية المعنية إلى التفكير في برامج بديلة لإعادة تهيئة القاعات السينمائية المتوفرة.
وأدى غياب الجمهور، كذلك، إلى ضعف المردودية المالية للقاعات السينمائية، التي باتت تعرف أزمة اقتصادية "خانقة" منذ عقود، في ظل انتشار ظاهرة القرصنة التي تكبّد السينما المغربية خسائر فادحة، فضلا عن توجه الشباب صوب "المنصات الرقمية" التي تُتيح مشاهدة مختلف صنوف الأفلام السينمائية العالمية.
وقد فقدت المدينة دور سينما عديدة، من قبيل "المامونية" و"لامبيريال" و"مدينا" و"كازينو" و"تريومف" و"لوباري" و"أبولو" و"الريجو" و"فوكس" و"لوكس" واللائحة طويلة؛ فيما يرتقب الإجهاز على دور أخرى في المستقبل القريب، بينها سينما "موريتانيا"
جدير بالذكر أن حصيلة مداخيل شباك تذاكر القاعات السينمائية المغربية لسنة 2019 بلغت أزيد من 54 مليونا و607 آلاف درهم؛ فيما بلغ عدد مرتاديها أزيد من مليون و97 ألف شخص، حسب ما جاء في تقرير أعلنت عنه وزارة الثقافة والشباب والرياضة.
وكشف التقرير عينه أن عدد القاعات السينمائية، التي تم افتتاحها خلال العام المنصرم، لم يتجاوز قاعتين؛ إحداهما بالرباط وتتوفر على 11 شاشة عرض، والثانية في طنجة وتتوفر على ثلاث شاشات عرض.
قد يهمك ايضا:
إنعام محمد علي رئيسا للجنة تحكيم في مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول المتوسط
عصام زكريا يفاجئ الجميع بقبوله منصب المدير الفني في مهرجان الإسكندرية السينمائي