عمان - بترا
مندوباً عن جلالة الملكة رانيا العبدالله، رعى وزير الثقافة الدكتور بركات عوجان مساء الاربعاء حفل فرقة "أبناء الجبال" الثالث، الذي أقامته الأكاديمية الدولية للثقافة الشركسية وقدمت خلاله احدى عشرة رقصة شركسية متنوعة. وقال عوجان ان هذا الاحتفال، يؤكد الذائقة الفنية والابداعية ويسهم في تنويع المشهد الثقافي الاردني القائم على التنوع والذي يعد التراث الشركسي قيمة أصيلة عميقة ضمن لبناته الاساسية، ويشكل جزءاً من فسيفساء الثقافة الأردنية. واضاف لقد شاهدنا الأنفة والعزة الجبلية من خلال هذا التراث العريق ومن خلال هذه الرقصات التي قدمت نموذجا رائعا للحفاظ على التراث والاسهام في جعله عابرا للأجيال وناقلا مهما للأصالة والابداع. واشتمل الحفل على رقصات تروي كل واحدة منها حكاية من الأدب والأساطير كرقصة ورق قافة، يسلامية، جق قافة، فتيات الدغستان، قامة قافة، وأبسوا، وزفاكئوة، وشابسغ ثبارف، وحشت، وأوشحامافة، وابناء الجبال. ورقصة (القافة) من الرقصات الشائعة بين جميع القبائل الشركسية، وتمثلت فيها سمات الفارس الشركسي الأصيل في نبله وأخلاقه واحترامه، كما أكدت استمرارية وجود الإنسان الشركسي، وتعتبر "القافة" من أكثر الرقصات الشركسية انتشارا وأقربها إلى قلوب الشراكسة خاصة في الأردن، وتؤدى بوتيرة معتدلة وتميل للسرعة قليلا أحيانا. ورقصة (يسلامية)، هي رقصة سريعة امتازت برشاقة الأداء ومحاكاة الطيور وخفة حركتها؛ وترقص فيها الفتيات بخفة وأنوثة كما أنّ الشباب أظهروا عنفوانهم وفرحهم. واستمرت الفقرات برقصة (أوشحامافة) وهو جبل البروز أعلى قمة في أوروبا، أو رقصة الشموخ والقوة، ذات الطابع المميز، ومثلت هذه الرقصة أسلوب القتال بالسيف وقوة القامة الشركسية، بما تتضمنه من حركات الدفاع الأعزل عن النفس. وقدّمت الفرقة رقصة (أبناء الجبال) الشركسية الأردنية، وامتازت بموسيقى وعزف الفنانة عبيدة ومار المتفردة بأسلوبها العريق المتميز في الأردن، واتصفت هذه الرقصة بالعنفوان والشدة المستمدة من شموخ جبال عمان التي احتضنت الشراكسة بالحب عند قدومهم إلى الأردن، وذكرتهم بجبال القفقاس. يشار الى ان هذا الحفل الذي تقيمه الأكاديمية الدولية للثقافة الشركسية سنويا كجمعية ثقافية غير ربحية تابعة لوزارة الثقافة تسعى من خلاله إلى تمثيل الأردن في المحافل المحلية والدولية ونشر الثقافة والإبداع الفني.