برلين ـ المغرب اليوم
لقيت منشأة من تصميم فنان ألماني سوري مؤلفة من حافلات وضعت بشكل عمودي للتذكير بمعاناة السوريين في حلب، تنديدا شديدا من اليمين المناهض للمسلمين في دريسدن بلغ حد توجيه تهديدات لرئيس بلدية هذه المدينة الواقعة في شرق ألمانيا.
ومن المرتقب أن يبقى هذا العمل الفني لمناف حلبوني الذي يحمل اسم "مونومنت" (معلم) والذي دشن الثلاثاء حتى مطلع نيسان/أبريل أمام كنيسة فراووينكيرشه المشيدة على الطراز الباروكي والتي دمرت بالكامل تقريبا في قصف الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية وتم إعمارها بعد سقوط جدار برلين.
وقد استوحى الفنان عمله هذا من صورة ملتقطة في حلب التي استعاد الجيش السوري السيطرة عليها كاملة في كانون الأول/ديسمبر. وتظهر هذه الصورة التي تم تداولها على نطاق عالمي حطام ثلاث حافلات وضعها السكان بشكل عمودي للاحتماء من رصاص القناصين.
وقال الفنان المولود سنة 1984 في دمشق من أم ألمانية وأب سوري عبر أثير إذاعة "دويتشلاندراديوكولتور" بأن "الصورة أثرت في كثيرا"، موضحا أن المنشأة "ليست نسخة مطابقة لها بل هي نصب تذكاري ... للتذكير بمآسي الحرب والتهجير القسري والترويج للسلام".
غير أن هذه التحفة الفنية لقيت انتقادا لاذعا من التيار المناهض للمهاجرين المنتشر في هذه المدينة التي تعد "مهد" حركة بيغيدا المناوئة للمسلمين.
وقد تعرض مناف حلبوني ورئيس بلدية دريسدن ديرك هيلبرت المؤيد لهذه المبادرة لسيل من الشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا من نشطاء بيغيدا، بحسب وسائل إعلام محلية.
وتلقى رئيس البلدية تهديدات ووضع تحت حماية الشرطة وهو وصف الوضع "بالمقلق" لكنه تمسك بقرار عرض هذه المنشأة معتبرا أنها "مهمة للمدينة"، بحسب وكالة "دي بي ايه".
وأوضح حلموني الذي درس الفنون الجميلة في دريسدن أن الهدف من مشروعه هو "التشديد على الجهود المبذولة لإعمار المدن" المدمرة خلال الحرب العالمية الثانية وأبرزها دريسدن.