القاهرة - وكالات
يوثق العدد الجديد من مجلة "ذاكرة مصر المعاصرة" السياق العام لتأسيس جمعية "الحمير المصرية" قبل أكثر من 80 عاما على يد المسرحي الرائد زكي طليمات حين أنشأعام 1930 معهد الفنون المسرحية بهدف تمصير فن المسرح ولكن ضغوط الاحتلال البريطاني أغلقته فرد على ذلك بتأسيس هذه الجمعية بمشاركة مثقفين بارزين. وتقول المجلة إن تأسيس الجمعية لم يكن سلوكا طريفا بقدر ما كان رد فعل على تعنت سلطات الاحتلال التي خشيت عواقب تمصير المسرح إذ "أوعز (الاحتلال) إلى الملك فؤاد أن المعهد يمثل خطرا على حكمه لأنه عندما يتعلم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلى الناس بمسرحيات تشير إلى الفساد" فأصدر الملك قرارا بإغلاق المعهد. وتضيف المجلة، الفصلية والصادرة عن مكتبة الإسكندرية، أن طليمات (1894-1982) حين فشلت جهوده رأى أن يؤسس هذه الجمعية "لما يتميز به الحمار من صبر وطول بال وقوة على التحمل" وشاركه في تأسيس الجمعية شكري راغب مدير دار الأوبرا المصرية آنذاك. وتقول المجلة إن الجمعية التي انضم لها أدباء وفنانون، من أبرزهم طه حسين وعباس العقاد، وفي وقت لاحق الممثلة نادية لطفي تضم30 ألف عضو من المصريين ولهم عدة ألقاب "فعند انضمام العضو للجمعية يلقب بالحرحور أي الجحش الصغير ثم يحصل على رتبة أعلى حسب مجهوده. وقد يظل العضو 20 عاما دون أن يحصل على اللقب وهو (حامل البردعة) أي (حمار كبير). ولم يحصل على هذا اللقب سوى ثلاثة أعضاء هم زكي طليمات وشكري راغب والمرسي خفاجي رئيس الجمعية الحالي". وتسجل المجلة أنه "بفضل جهود أعضاء الجمعية أعيد فتح المعهد" وواصل طليمات جهوده في تطوير فن التمثيل والتي شملت عدة دول عربية حيث تولى إدارة المسرح القومي المصري في الأربعينات كما أشرف على فرقة البلدية في تونس في الخمسينيات وأشرف على فرقة المسرح العربي بالكويت في مطلع الستينيات. وكادت الجمعية أن تغلق عام 1986 عند وفاة آخر أعضائها المؤسسين وهو السيناريست والمخرج والممثل السيد بدير (1915-1986) ولكن جهود وزير الصحة المصري الأسبق محمود محفوظ أسهمت في استمرارها. وتقول المجلة إن الجمعية واجهت منذ تأسيسها مشكلة عدم اعتراف الحكومة بها بسبب اسمها الذي اعتبرته "غير لائق ولا يوافق التقاليد" وأصاب الإحباط أعضاء الجمعية "وفقدوا أهم صفات الحمير وهي الصبر والتحمل وقرروا تغيير اسم الجمعية ليتسنى إشهارها". وتقدم الجمعية خدمات مختلفة منها محو الأمية وتشجير الأحياء وإنشاء الحدائق واستصلاح الأراضي لتمليكها للشبان وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية ورعاية المرضى من خلال عيادات أطباء من أعضاء الجمعية كما تقدم الأجهزة الطبية الحديثة هدايا للمستشفيات الحكومية.