الجزائر - وكالات
"الفضل الكبير يرجع إلى أشعار جلال الدين الرومي المنتشرة بقوة في الولايات المتحدة حتى لدى المسيحيين"، هكذا أرجع مغني الهيب هوب الأمريكي براكا بلوز، بداية علاقته مع الإسلام، كما قال في حوار أجرته معه "الخبر" على هامش مشاركته الأولى في مهرجان تيمڤاد: "اعتنقت الإسلام في سن العشرين ومعظم مغني الهيب هوب في الولايات المتحدة مسلمون".تزور الجزائر لأول مرة، كيف تعرّف موسيقاك للجمهور الجزائري؟ - أنا من ولاية كاليفورنيا الأمريكية، بدأت أداء أغنية الهيب هوب في سن جد مبكرة، بترديد أغاني الراب والهيب هوب التي أكتب كلماتها، وتأثرت بهذا الفن الذي يتميز به الأمريكيون من أصول إفريقية منذ سنوات السبعينيات، لما يحمله من نبذ للعنصرية ومحاولة إظهار ثقافة وفن يحاول معالجة مشاكل الفقر والبطالة والعنصرية والظلم. بدأت الاحتراف مؤخرا وأنجزت ألبومين، واحد بعنوان “مجنون”، فالليل له سرّ كبير ويجعل علاقتك مع الله أعمق خصوصا في السواد الذي يرسل السكون. أتحدث في الأغاني التي أؤديها عن خبرتي في الحياة، وعن المجتمع الأمريكي أيضا وعن الله الذي هو أكبر موضوع بالنسبة لي وأقدم الأدعية الإسلامية، خصوصا بعد اعتناقي الإسلام، أصبحت أبحث الإجابة عن التساؤلات التي تتعلق بالعدل. متى اعتنقت الإسلام وكيف؟ - أسلمت في مدينة سياتل الأمريكية والحمد لله، بعدما قرأت كتبا عن الإسلام واطلعت على أشعار ابن الرومي والشعر الصوفي، وهي أشعار جد مشهورة في الولايات المتحدة وحتى المسيحيين يحبونها، ولأنني أكتب الشعر منذ أن كان عمري 15 سنة، فقد بحثت دائما عن الحقائق في هذا الكون، ولم أكن أعتقد أبدا أن الله خلق الكون عبثا ولم أجد الإجابة إلا في الإسلام، فالتأمل هو معني عميق في الصوفية التي جعلتني أؤمن بأن الله خالق الكون. كنت دائما أحاول فهم الحياة ووجدت ذلك في الإسلام، والأكيد أن أسلوبي الغنائي تغير كثيرا بعد اعتناقي الإسلام وأصبحت أتناول المواضيع الصوفية أكثر . كيف هي صورة الفنانين المسلمين في أمريكا؟ - شخصيا.. قدمت عشرات الحفلات في الولايات المتحدة، مؤخرا، وكنت أتحدث عن الله والإسلام. هناك في الولايات المتحدة الآن العديد من الفرق الإسلامية التي تغني الهيب هوب، الأمر في أمريكا أصبح حتميا وكثير من الشباب هناك تستهويهم الكلمات الدينية وتؤثر فيهم الصوفية، في ظل الفراغ الروحي الذي يعانون منه. أعتقد أن الدول الإسلامية جد مقصرة في التعريف بالثقافة الإسلامية بطريقة صحيحة. ومن وجهة نظري، فإن الموسيقى أنجح طريقة لذلك، فهي تملك الإحساس الذي تعوّد عليه الشباب في الولايات المتحدة ويمكنها نقل الكلمات عن الله بما تطرحه من تساؤلات وجودية. هناك العديد من مغني الراب والهيب هوب في الولايات المتحدة خدموا الإسلام بالموسيقى، منهم فرقة “أمة الخمسة في المائة” الشهيرة في الثمانينيات والتي قدمت العديد من الفنانين أمثال ركيم، بوستا رايمز وناس. وهناك أيضا المغني الأمريكي تشوسي حوكنز والشهير باسم لون الذي غيّر اسمه إلى أمير بعد أن أشهر إسلامه.. كلها قصص ناجحة في الولايات المتحدة لمسلمين آمنوا بالله والرسول . لماذا اخترت اسم براكا بلوز، ماذا عن فرقتك الموسيقية؟ - اسمي الحقيقي جيمز كوردن، وبعد الإسلام أصبح اسمي أحمد جيمز كوردن. واختيار اسمي الفني له قصة طويلة يمكنني اختصارها في كلمتين الرحمة والتعاسة، فنحن نحتاج إلى الإيمان بالله حتى نظفر بالرحمة، بينما التعاسة قد تكون حقيقة يعاني منها كثير من الناس بسبب الفراغ الروحي وافتقادهم لفهم المعاني الحقيقية للحياة التي أبدا ليست الأمور المادية. ما هي مشاريعك الموسيقية؟ - أعمل حاليا على إنتاج ألبومين جديدين، وفخور جدا أن تكون مواضيع أعمالي القادمة لها علاقة بالله وحب الله والتوحيد.