الجزائر - وكالات
تداعى جمهور موازين إلى موعد شديد الخصوصية في مسرح محمد الخامس الذي استقبل فرقة “إل غوستو” في احتفاء نوستالجي بتراث الغناء الشعبي الجزائري. مع هذه المجموعة التي هي بصدد إحياء قصة فنية عريقة تعود إلى أكثر من نصف قرن٬ حين كانت تسطع في سماء الفن الجزائري فرقة تنهل من عيون التراث الشعبي الجزائري٬ سافر جمهور مسرح محمد الخامس إلى مرحلة آفلة من تاريخ الموسيقى التي نشأت في الأحياء الشعبية للجزائر العاصمة. وقدمت المجموعة٬ التي صارت ظاهرة إنسانية وفنية معا٬ قطعا ذائعة الصيت في الذاكرة الغنائية الجزائرية٬ ضمنها تراث الراحلين الحاج العنقة ودحمان الحراشي٬ رمزي الفن الشعبي الجزائري في منتصف القرن العشرين. انتشى جمهور متنوع الفئات٬ شبابا وشيوخا٬ ضم الكثير من الفرنسيين٬ المولعين بوصلات تراث موسيقي٬ التأم حوله فريق ضم مزيجا من المسلمين واليهود٬ في جزائر ما قبل الاستقلال. مقطوعات احتفلت بالآلات الوترية مثل البانجو والقانون والعود والماندولين والكمان بالإضافة إلى الآلات الإيقاعية. واستهلت المجموعة حفلها الجماهيري بأداء القصيدة الشهيرة من ذاكرة المغرب العتيق “الحراز” للشيخ المكي٬ قبل أن تتوالى قطع بالعربية والفرنسية٬ لتختتم الفرقة حفلها في أجواء تفاعلية صاخبة على إيقاع أغنية “يا الرايح”. ويعود الفضل الى المخرجة صافيناز بوسبيعة في لم شمل هذا الفريق الذي جسد عمق التسامح والتلاقح الثقافي٬ بعد فراق دام خمسين عاما٬ علما أن جلهم كانوا تلاميذ في المعهد الموسيقي بالجزائر٬ تحت إدارة الشيخ العنقة. وتحول لقاء نوستالجي بمارسيليا عام 2007 الى استئناف لمشروع فني قديم٬ قاد فريقا من القيدومين المتقدمين في السن ٬ معززين بشباب جدد٬ للعزف في أرقى المحافل الدولية. ولم يخف أعضاء الفرقة تأثرهم بالترحاب الذي قوبل به العرض٬ علما أن المجموعة سبق أن أحيت حفلا سابقا بالمغرب عام 2008. وخلدت المخرجة بوسبيعة هذه القصة الفريدة في فيلم وثائقي بعنوان “إل غوستو..القصبة بلوز” وتحت يافطة “فرقهم التاريخ وجمعتهم الموسيقى”. وتم عرض الفيلم في إطار أسابيع الفيلم الأوروبي بالمغرب٬ يومي 7 مارس بالرباط و9 مارس بالدار البيضاء.