نيودلهي - وكالات
لأكثر من 400 سنة كان يستخدم رهبان التبت الزبد لإنشاء تماثيل معقدة مستوحاة من قصص بوذا، ومستوحاة من أشكال الحيوانات والنباتات، ويتم تجمعيها كلها ووضعها خلال مهرجان سنوى لعرض تماثيل الزبد، وقد بدأ هذا الفن نتيجة لتقاليد قبائل البدو فى التبت، التى تتمثل فى إعطاء بوذا كل ما يحصلون عليه من حيواناتهم الأليفة، حيث كانوا يقومون بتقديم الألبان والزبد المصنوعة منها إلى الأديرة البوذية، ثم يقوم الرهبان بنحت الزبد وصنع أشكال مختلفة ورائعة، وفقا لما ذكره موقع أوديتى سنترال. وتناقلت العادة والتقليد من جيل إلى جيل، حتى اليوم، حيث يقوم العشرات من رهبان التبت بالعمل لشهور لنحت قوالب زبد عملاقة، التى يجب أن تكون جاهزة قبل 15 يناير، وهو ذروة الاحتفالات بالسنة الجديدة لشعب التبت، حيث يصلى الناس فيها خلال النهار فى المعابد والأديرة، وعند حلول الليل يتوجهون إلى شارع يدعى "بارخور لاسا" لمشاهدة المئات من تماثيل الزبدة الفنية، التى تختلف أحجامها، وهو ما يجذب الملايين من السياح من داخل التبت وخارجها. وبقدر جمال المنحوتات المصنوعة من الزبد بقدر صعوبة صنعها، وذلك بسبب وصولها إلى نقطة انصهار، وهو ما يجعل الرهبان عادة ما يعملون بها فى أبرد الحجرات الموجودة بأديرتهم، وفى أبرد الأيام بالسنة ويستخدمون العديد من الأدوات، منها عظام مجوفة وقوالب مختلفة ولكن تظل أيديهم هى الأداة الأكثر فاعلية للتأكد من برودتها بما يكفى كى لاتذوب أثناء النحت، وكان يجب عليهم وضع أيديهم دائما فى مياه باردة قبل البدء فى العمل وقد لا تكون هذه الظروف هى الظروف الأكثر مثالية للعمل الفنى، ولكن هؤلاء الرهبان الحرفيين سعداء لتحمل البرد من أجل إتمام عمل فنى، يعتقدون أنه يجلب السلام والوئام إلى العالم، وقد يستغرق التمثال أكثر من شهر وأكثر من راهب يقومون بالعمل عليه، ويعملون فى الفترة من الفجر حتى الليل، مع أخذ استراحة قصيرة جدا لتناول الطعام.