الجزائر - وكالات
سيصدر قريبًا كتاب جديد يسلط الضوء على مسيرة وأعمال الباحث الجزائري في علم الإجتماع عبد المالك صياد (1933-1998) حسب ما علم الثلاثاء بوهران خلال ملتقى دولي مخصص لأعمال هذا المختص في ظواهر الهجرة. وسيرى هذا الإصدار الجديد النور في جوان القادم تحت عنوان "الإكتشاف الإجتماعي أثناء الحرب" كما أوضحت السيدة تسعديت ياسين مديرة البحث بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الإجتماعية (باريس) والتي هي منسقة الكتاب. وقد أنجزت هذه السيرة الذاتية من طرف السيد إيف جامي الذي يحضر في هذا الملتقى والذي قاد عملية تصنيف الأرشيفات الوثائقية التي خلفها عبد مالك صياد بهدف تثمين أعمال مؤسس علم اجتماع الهجرة-الإغتراب. ويحتوي مخزون صياد الذي يتم الاحتفاظ به في مكتبة ميدياتيك التي دشنت بإسمه في مارس 2009 بالحي الوطني للهجرة (فرنسا) على الآلاف من الوثائق والصور والتسجيلات الصوتية الموزعة على 420 علبة للأرشيف -كما ذكر السيد جامي. ويشارك عدة باحثين جزائريين وأجانب قادمين من بلدان مختلفة منها فرنسا واليونان وإيطاليا والسينغال وتونس في هذا اللقاء الدولي الذي يقام على مدار يومين تحت شعار "عبد المالك صياد والهجرة والعولمة". وينظم الملتقى من طرف المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية والثقافية الكائن مقره بوهران بالشراكة مع جامعة "أبو بكر بلقايد" لتلمسان والمعهد الفرنسي لوهران. ويرمي الملتقى إلى "التعريف بأعمال صياد لدى الشباب الجزائريين المختصين في علم الإجتماع والنظر إلى مستجدات البحث على ضوء أعماله" وفق السيد سيدي محمد محمدي رئيس هذه التظاهرة العلمية. وتميز اليوم الأول من الملتقى بتقديم العديد من المداخلات التي أبرزت أهمية أعمال عبد المالك صياد كمصدر للفكر والتحليل لفهم آليات الهجرة في سياق العولمة. "إن الهجرة قد تغيرت بالتأكيد في الشكل منذ فترة صياد ولكن مسعاه لا يزال قائما" كما لاحظت السيدة تسعديت ياسين معتبرة بالمقابل أن "تحليل هذه الظاهرة يتطلب اليوم إدماج العلوم السياسية والإقتصادية والقانونية". وأشار الباحث كريستيان دو مونليبير من جامعة ستراسبورغ (فرنسا) أن "صياد لا يزال مفيدا ويمكن لأعماله أن تسمح على سبيل المثال بفهم كيفية تطوير القواعد السياسية المطبقة على الهجرة بأوروبا". وأضاف نفس المتحدث الذي ساهم أيضا في إعداد هذا الكتاب الجديد أن "صياد ليس متخصصا في الهجرة والإغتراب فحسب بل أعماله تستجيب لانشغالات أوسع إنه مختص في علم الاجتماع في مجال التحولات الإجتماعية". وقد سمح هذا اللقاء أيضا للمشاركين بالتطرق إلى التحقيق المنجز من قبل صياد وبورديو حول مراكز التجميع التي أنشأتها القوات الإستعمارية لإحتجاز الآلاف من المدنيين الجزائريين بعد التحويل الجماعي لسكان المناطق الريفية. وللتذكير فان عبد المالك صياد تابع دراسته الإبتدائية بمسقط رأسه بمنطقة القبائل ثم واصل تعليمه بثانوية بجاية قبل مزاولة تكوين بالمدرسة العليا للمعلمين لبوزريعة (الجزائر العاصمة ) ليعين معلما بمدرسة في حي القصبة. كما زاول دراسته بجامعة الجزائر العاصمة حيث إلتقي ببيير بورديو (1930-2002) ثم عمل بفرنسا كأستاذ متعاقد في مركز علم الإجتماع الأوروبي للمدرسة العليا للدراسات في العلوم الإجتماعية. وفي عام 1977 التحق بالمركز الفرسي للبحث العلمي حيث شغل منصب مدير البحث في علم الإجتماع. وقد توفي يوم 13 مارس 1998.