باريس - وكالات
اقدم الكاتب الفرنسي دومنيك فينير، الذي يعد من أشد معارضي الزواج المثلي، أقدم على الانتحار اليوم الثلاثاء 21 مايو/أيار في داخل كاتدرائية نوتردام دو باريس الشهيرة أمام 1500 شخص من الزوار والسائحين. ويؤكد أخر ما كتب فينير في مدونته بتاريخ اليوم على أنه يعارض بشدة زواج المثليين الذي شرعه مؤخرا البرلمان الفرنسي بقانون، يؤكد بأن : "هذا القانون المحزن المعروف يمكن إلغائه دائما". وفي هذا الصدد أعرب فينير عن دعمه وتأييده لمظاهرات الاحتجاج المقررة يوم 26 مايو/أيار في مختلف المدن الفرنسية ضد زواج المثليين. هذا، وقد ولد دومنيك فينير يوم 16 ابريل/نيسان 1935 في باريس، وانتمى في شبابه لحركة القوميين الفرنسيين، كما كان مناصرا للإجراءات الراديكالية وقضى بسبب ذلك عاما ونصف العام وراء القضبان بسبب مشاركته في نشاطات منظمة "OAS" الارهابية السرية المسلحة. وعلى الرغم من نظرته ورؤاه السياسية اليمينية المتطرفة، كان فينير كاتبا معترفا به، وألف سلسلة من الاعمال التاريخية، بما في ذلك حول الثورات التي هزت أوروبا في القرن العشرين. وكُرم مؤلفه "تاريخ الجيش الاحمر" من جانب الاكاديمية الفرنسية عام 1981. كما كان فينير من اعتى هواة جمع الاسلحة ، وأصدر في عام 1996 مؤلف "المسدسات والبنادق الامريكية"، وقد يفسر هذا الأمر حقيقة إقدام الكاتب على الانتحار بواسطة مسدس "سداسي الطلقات". وبحسب شهود العيان، قبل أن يطلق الرصاص على نفسه، ترك الكاتب على مذبح الكنيسة خطابا، تسلمه أفراد قوات الأمن مع جميع الأدلة المادية لفحصها. وقد هرع إلى مكان الحادث وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، الذي افاد أن لحظة وقوع الدراما الدموية في كاتدرائية نوتردام دو باريس شهدها حوالي 1500 شخص، أغلبهم من السياح. وقد تم إجلاؤهم جميعا دون صعوبات تذكر. كما لم يحدد الوزير الفترة التي ستظل خلالها الكاتدرائية مغلقة أمام العامة. ومن المثير للاهتمام أن هذه هي الحادثة الثانية من هذا النوع التي تشهدها العاصمة الفرنسية خلال الاسابيع الاخيرة، ففي 16 مايو/أيار انتحر رجل بداخل مدرسة ابتدائية في وسط باريس، على بعد عدة مئات من الأمتار من برج إيفيل. في حين أصبح الاطفال والمربون شهودا على هذا الحادث الاليم. أما سبب الانتحار، فكانت هي المشاكل التي عاشها الرجل المنتحر في حياته الشخصية.