القاهرة - الدار البيضاء اليوم
عادت المفاوضات بين منصة البث المباشر «Netflix» و«أميركان سينماتك» للظهور على السطح مرة أخرى، وذلك بعد أشهر من التوقف فى ظل مساعى المنصة الإلكترونية لشراء المسرح المصرى فى هوليوود، المملوك لـ«أمريكان سينماتك»، وجاء ذلك بعد الأخبار التى انتشرت حول بدء عرض فيلم «The Irishman» للمخرج مارتن سكورسيزى على المسرح لمدة أسبوعين ابتداء من نوفمبر المقبل، وذلك ضمن خطة الشبكة فى عرض الفيلم سينمائياً قبل عرضه على منصتها فى 27 نوفمبر المقبل، وبدأت مفاوضات شراء المسرح منذ أبريل الماضى ولكن حتى الآن لم يتم إغلاق الصفقة حسبما وضح وكيل السينماتك الأمريكى لمجلة «فارايتى»، ومع إتمام الصفقة تكون بذلك أول قاعة عرض مملوكة للمنصة الإلكترونية.
ومن جانبه عبر جوين ديجليز رئيس البرمجة فى «أمريكان سينماتك»، عن تحمسه لعرض الفيلم، قائلاً: «نحن متحمسون لعرض (The Irishman) على المسرح المصرى كجزء من جدولنا فى نوفمبر، وغيرها من العروض المثيرة التى حددناها».
وترجع رغبة المنصة الإلكترونية فى شراء دار عرض سينمائى إلى أن دور العرض السينمائى ترفض عرض الأفلام مدة أقل من 90 يوماً، حيث إن «نتفليكس» لا تقوم بطرح سوى عدد ضئيل من أفلامها فى عدد محدود فى دور العرض، لتفى ببعض الشروط الخاصة بالمشاركة فى مهرجانات السينما العالمية أو التنافس فى مسابقات مثل «أوسكار»، يعتبر «THE IRISHMAN» من الأفلام المرشحة بقوة للتنافس على جوائز النسخة الـ92 لـ«أوسكار» المقامة فى فبراير 2020.
وأشارت مجلة «فارايتى» فى تقريرها إلى أن «نتفليكس» تعتزم القيام ببعض أعمال الترميم للمسرح الذى يبلغ من العمر 97 عاماً، وستقوم بتغيير بعض المعدات القديمة، وسيكون الاستخدام الأساسى للمسرح لتنظيم العروض الأولى، والعروض اليومية للأفلام، وغيرها من الأحداث الخاصة بالأفلام والمسلسلات التليفزيونية التى تنتجها الشبكة، وقال أحد المراقبين إن شراء «NETFLIX» للمسرح يمثل فرصة لإظهار التزامها بالحفاظ على الأفلام، متابعاً: «لا شك فى أن امتلاك مسرح يمكن أن يسهل أيضاً الطريق أمام أفلامها للوصول إلى تصفيات الأوسكار، وتحاول من خلال ذلك مغازلة أعضاء أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة المانحة لجوائز الأوسكار، ومن ضمنهم المخرج ستيفن سبيلبرج، الذين يعتقدون أن المنصات فى حاجة إلى إطلاق الأفلام فى السينمات لمدة أطول بشكل يناسب اعتبارات الأوسكار». وتقوم المنصة الإلكترونية فى الوقت الحالى بعرض أفلامها على المسارح المستقلة، حيث كانت تسعى سابقاً إلى شراء سلسلة مسارح صغيرة مثل مسارح لاندمارك المخصصة لعرض الأفلام المستقلة والأجنبية.
بينما يعود تاريخ إنشاء المسرح المصرى فى هوليوود إلى عام 1922، على طراز مصر القديمة، ولكنه أغلق أبوابه فى 1992، وبعدها بسنوات قامت مؤسسة «أمريكان سينماتك» غير الهادفة للربح بشراء المسرح من المدينة مقابل دولار واحد، عام 1996، بشرط أن «يتم استعادة هذا المعلم التاريخى عظمته الأصلية، وإعادة فتحه كمسرح سينمائى يعرض برامج مهمة»، تمت إعادة افتتاحه فى عام 1998 بعد أن أنجز السينماتك عملية تجديد بقيمة 12.8 مليون دولار.
نشرت مجلة «لوس أنجلوس تايم» تقريراً بعنوان «ماذا يحدث عندما تشترى نتفليكس المسرح المصرى؟ الأمر معقد»، يشير إلى أن عدم إتمام الصفقة على مدار 6 أشهر يشير إلى حالة من عدم الرضاء، حيث واجهت الصفقة المقترحة بعض ردود الفعل السلبية، وارتفعت صيحات الرفض من قبل البعض تدعو حملة عريضة مجلس السينما الأمريكية، والنائب العام فى كاليفورنيا ومجلس مدينة لوس أنجلوس إلى وقف البيع، وعقد اجتماع عام للرد على أسئلة حول البيع المقترح، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن المسرح يعد معلماً تاريخياً استفاد منه الجمهور بعد اتفاق مع المدينة، ورفضت المنصة التعليق على خططها المتعلقة بالمسرح بالمصرى، لأن «المفاوضات خاصة»، على حد تعبيرهم.
"أمريكان سينماتك" اشترت المسرح من المدينة بدولار واحد.. ويعود إنشاؤه إلى عام 1922
تقول مصادر قريبة من «NETFLIX» و«أمريكان سينماتك»، إن الصفقة ستفيد مجتمع صناع الأفلام المستقلين، والمسرح، ومجتمع لوس أنجلوس من عشاق السينما الكلاسيكية والمستقلة، حيث ستقوم المنصة الإلكترونية بدفع عشرات الملايين من الدولارات مما يساعد فى تمويل البرمجة بجمعية «السينماتيك» الأمريكية التى تمتلك حق إدارة صالة العرض الآن، والتى ستظل قادرة على عرض أفلامها الكلاسيكية خلال أيام نهاية الأسبوع والأيام التى لن تحتاجها نتفليكس لعرض أفلامها، بالإضافة إلى تجديد المسرح الذى عانى مالياً على مدار سنوات، ومع ذلك، فإن مثل هذه التأكيدات لم تفعل الكثير لتهدئة مخاوف بعض هواة السينما والمحافظين، الذين يشعرون بالقلق إزاء ما سيحدث بعد تسليم المسرح الكلاسيكى الذى تتمثل مهمته فى توفير الفن السينمائى لأوسع جمهور ممكن على الشاشة الكبيرة، إلى شركة ربحية.
عريضة غاضبة تطالب بالشفافية
وصدرت عريضة موقعة من قبل أعضاء السينماتك وعشاق برامجها ووصل إلى ما يقرب إلى ألفى توقيع، مطالبين بوقف أى عملية للبيع المقترح، وكشف جميع التفاصيل المتعلقة به بشفافية تامة، حيث تم توجيه اتهامات بسوء الإدارة المالى المستمر لمجلس الإدارة، التى أدت -على حد تعبيرهم- إلى خسارة محتملة لمركزه غير الربحى ووجود تضارب مصالح كبير، حيث إن تيد ساراندوس، الذى كان عضو مجلس إدارة الـ«أمريكان سينماتك»، يشغل حالياً منصباً تنفيذياً فى «NETFLIX»، ويقوم المدعى العام فى كاليفورنيا حالياً بالتحقيق مع «السينماتك» بسبب إخفاقه فى تقديم المعلومات المالية المطلوبة، وادعائه فقدان هذه المعلومات بسبب عدم كفاءة الموظفين ومشاكل الكمبيوتر.
وطرح الموقعون على العريضة العديد من الأسئلة منها عدد الوظائف التى ستُفقد إذا تم بيع المسرح وقلص السينماتيك الأمريكى برمجته، هل تم الاتصال بأى من المشترين المحتملين للمسرح بخلاف «NETFLIX»؟، ما أسباب المجلس للنظر فى بيع المسرح؟، وما مدى قانونية بيع المسرح الذى تم شراؤه مقابل دولار واحد إلى مؤسسة غير ربحية؟، وغيرها من الأسئلة التى تشكك فى عملية البيع ونواياها.
وجاء فى العريضة: «نحن نحب المسرح المصرى، ونهتم بتاريخه الطويل فى هوليوود، والذى كان منذ التسعينات مرتبطاً بالسينما الأمريكية، إننا نشعر بالقلق من هذا التغيير الكبير، رغم أن الأخبار أشارت إلى أن المنصة الإلكترونية ستسمح للسينماتك بمواصلة استخدام المسرح فى عطلات نهاية الأسبوع، فإن مثل هذا الاتفاق قد ينهار لأسباب عديدة، قد تبيع نتفليكس المسرح إلى كيان آخر، قد تصبح تكاليف الإيجار مرتفعة للغاية، قد يقرر المالك أن الاستخدامات الأخرى لعطلة نهاية الأسبوع مربحة للغاية، ينبغى تحديد مستقبل السينما الأمريكية والمسرح المصرى فى محادثة مفتوحة تضم الأعضاء والمدير التنفيذى المؤهل، وليس سراً من قبل مجلس الإدارة وNETFLIX».
قد يهمك أيضا :
الرافدين" تطرح النسخة العربية لرواية "بوليانا"