الرباط - المغرب اليوم
تكاد الآراء تجمع على أن المسرح الأمازيغي في المغرب قد قطع مسارًا حافلاً بالإنجازات، وحقق مرحلة ثرية بالإبداعات والتظاهرات الفنية بالرغم من أن عمره، في العصر الحديث، لم يتجاوز بعد ثلاث عقود كاملة، واستطاع بذلك أن يخلق لنفسه فسحة مضيئة في سياق الفن المسرحي المغربي المعاصر، وأن يحقق ذاته ويؤكد حضوره.
إلا أن الاهتمام بالجانب التوثيقي لمسار هذا المسرح ولإنجازاته ومبدعيه ظل مهملاً وغير معتنى به بالشكل اللائق لتعزيز البحث في حقيقة جذوره ونشأته، وفي تطوره ونموه، وفي مكتسباته وتعثراته، ولرسم صورة واضحة وشاملة حول حركيته وديناميته، بالرغم من أن العديد من الوسائل في العصر الحديث أصبحت متوفرة وفي المتناول، كالتسجيل البصري والسمعي على مختلف الحوامل الإلكترونية وإنشاء المواقع على الإنترنت لأجل الاهتمام بالتتبع والتوثيق وجمع المعطيات.
فكل الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بهذا المسرح لم تبادر بشكل فعال من أجل إنشاء مركز خاص أو عام على حد سواء يعني برصد الأنشطة المسرحية وتوثيقها وجمع الأرشيف المرتبط بها بهدف خلق "خزانة" أو "ذاكرة" تكون مرجعًا للباحثين والمهتمين والمتتبعين، وتوفر المادة العملية وتعمل على نشر الثقافة الفنية على نطاق الجمهور الواسع، ولذلك فإنه من الصعب جدًا أن يتم تتبع مسار هذه الحركة المسرحية وكتابة تاريخه كتابة سليمة في غياب الدعامات الأساسية لذلك، والمتمثلة في الوثائق والمصادر المحكمة والصادقة، ويصعب كذلك رسم الخطوات المستقبلية لها نحو الارتقاء والتطور.
وعطفًا على ما سبق يمكن طرح مجموعة من التساؤلات يمكن إيجازها في الآتي:
ـ ما هي العوائق والصعوبات التي تعترض عملية التوثيق للمسرح الأمازيغي على المستوى الفردي والجماعي معًا؟ وكيف يمكن تجاوز هذه الصعوبات؟
ـ ما هي الخطوات التي يجب أن يتقدم بها المهتمون والباحثون لأجل تحقيق التوثيق المنشود؟ وما هي أسسه وفعالياته؟
ـ ما هي الوسائل والطرق الناجعة والممكنة راهنًا لأجل إنشاء "مركز" أو "ذاكرة" تجمع أرشيف هذا المسرح؟
ـ ما هي أهم المبادرات التي تمت في هذا المجال؟ وكيف يمكن تقييمها؟