الرياض ـ سعيد الغامدي
مع اقتراب انتهاء شهر رمضان المبارك، يتسارع المسلمون لتقديم زكاة الفطر قبل انقضاء الشهر الكريم نظراً لوجوبها على كل مسلم، إذ تقدم للفقراء في صورة من صور التكافل الاجتماعي الإسلامي، كما تعد تطهيراً للصائمين، وصدقة للمساكين، ونوعاً من الشكر على النعم.ويجب إخراج زكاة الفطر من لحظة غروب الشمس في آخر يوم من رمضان وحتى خروج الناس إلى صلاة عيد الفطر في صباح اليوم التالي، فإن تأخرت عن ذلك، فهي صدقة من الصدقات العادية، ويجوز تقديم إخراجها قبل حلول العيد بيوم أو يومين، وتخرج زكاة الفطر من قوت بلد مخرجها الذي يأكله الناس في الغالب، ومقدارها ثلاثة كيلوغرامات تقريباً من أحد أصناف هذا القوت مثل القمح، والشعير، والأرز وغيرها.
وفي السعودية تقدر قيمة الزكاة بـ25 ريالاً (6.67 دولار) للفرد، ويهرع الناس لشرائها من مختلف منصات البيع، من المتاجر الكبيرة والصغيرة، بل حتى من البائعين المتجولين الذين ينشطون في نهاية شهر رمضان لأجل بيع زكاة الفطر مما يساعد على سهولة شراء الزكاة وإخراجها نظراً لتوفرها في كل مكان. كما أطلقت منصات إلكترونية حكومية عدة لإخراج زكاة الفطر عبر الإنترنت بيسر وسهولة، حيث أعلنت المنصة الوطنية للعمل الخيري (إحسان) عن بدء استقبال زكاة الفطر، لتخرج المنصة الزكاة في أوقاتها الشرعية، وتوصلها إلى مستحقيها في موعدها، وفقاً للأوجه الصحيحة المعتمدة من قبل اللجنة الشرعية للمنصة.
وتأتي الخدمة بنسختها الثانية بعد أن حققت أثراً واسعاً في شهر رمضان الماضي، لإتاحتها استخراج زكاة الفطر عبر عملية تستغرق بضع ثوانٍ، وذلك بالتعاون والربط التقني مع الجهات ذات العلاقة في مناطق المملكة كافة، ويمكن تقديم الزكاة عبر الدخول لخدمة «زكاة الفطر» على الموقع الرسمي والتطبيق، واختيار المنطقة الإدارية لإيصال زكاة الفطر داخلها، وتحديد عدد الأفراد المراد إخراج الزكاة عنهم.
وأشاد العديد من المستخدمين بالخدمات التي تقدمها هذه المنصات، نظراً لسهولتها ومأمونيتها في إيصال الزكاة إلى مستحقيها في الوقت المناسب بلا أي تأخير، إذ أن أهمية هذه المنصات يكمن في تنظيم عملية الزكاة وضمان إيصالها إلى جميع المستفيدين بلا أي مشاكل.
ويقول أحد المستخدمين إن الخدمات الرقمية، التي توفرها «إحسان» ومن ضمنها خدمة زكاة الفطر ساهمت في تسهيل عملية التبرع وإخراج الزكاة، وزادت من مأمونيتها حيث أصبح المتبرع يضع أمواله وهو على ثقة بأنها ستصل لمن يستحقها وإن الدولة ستتكفل في تنظيم العملية ومراقبتها. كما ذكر أن إخراج زكاة الفطر كان يتطلب منه جهداً كبيراً في الماضي، عندما كان يتوجب عليه الذهاب إلى الأسواق التجارية وشرائها ومن ثم توزيعها، أما في الوقت الحالي فقد أصبحت العملية تأخذ قرابة الدقيقتين لإنهائها وتسلم للمحتاج في وقتها الشرعي قبل صلاة العيد.
الجدير بالذكر أن منصة «إحسان» تهدف إلى تعزيز قيم العمل الإنساني لأفراد المجتمع، من خلال التكامل مع الجهات الحكومية المختلفة وتعظيم نفعها، وتمكين القطاع غير الربحي وتوسيع أثره، وتفعيل دور المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص، والمساهمة في رفع مستوى الموثوقية والشفافية للعملين الخيري والتنموي. كما تساعد الجهات غير الربحية المختلفة على تنمية مواردها المالية، وتسهل عملية التبرع للباحثين عن الخير، بالتكامل مع بقية المنصات، واطلاعهم على مختلف مجالات التبرع المتاحة في داخل السعودية بمكان واحد.
قد يهمك ايضًا:
الجدل يتجدد في مصر حول زكاة الفطر وتيارات فقهية تطالب بالالتزام بـ"الحبوب"