واشنطن ـ وكالات
تحضر شركة مايكروسوفت الأميركية العملاقة لإطلاق حملة دعائية تشمل الصحف والمجلات المطبوعة والتلفاز والإنترنت، تستهدف فضح انتهاكات منافستها غوغل. هذا ما أشار إليه تقرير نشر في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وتنضم مايكروسوفت إلى شركة آبل التي كانت قد اتهمت غوغل في فبراير/شباط الماضي باقتحام متصفح سفاري وانتهاك خصوصية مستخدميه عبر تتبع المواقع التي يتصفحونها لتحديد نوع الإعلانات التجارية التي تلائم اهتماماتهم وتوجيهها إليهم، مما دفع المحكمة الفدرالية الأميركية إلى تغريم غوغل 22.5 مليون دولار، وهو الأمر الذي دفع غوغل لرفض هذه الاتهامات والمطالبة بإسقاط قرار المحكمة. وتعتبر حملة مايكروسوفت هذه الثانية بعد حملة أطلقها في نوفمبر/تشرين الثاني هاجمت فيها ما أسمته ممارسات غوغل التسويقية التعسفية التي تمارسها عبر محرك البحث الخاص بالتسوق غوغل شوبينغ. وتقول مايكروسوفت إنها تريد كشف التلاعب الذي تمارسه غوغل عبر قيامها بخداع مستخدميها من خلال عرض نتائج البحث الخاصة بالشركات التي تدفع أكثر للإعلان عن منتجاتها. وبرز في تقرير نيويورك تايمز تصريح واضح ومباشر لمدير قسم خدمات الإنترنت في مايكروسوفت ستيفان ويتز، الذي قال إن شركته قامت بعمل استبيان عبر الهاتف لعدد من مستخدمي خدمة البريد الإلكتروني الخاصة بغوغل "جي ميل" لمعرفة ما إذا كان مستخدموه على دراية بقيام غوغل باستعراض رسائلهم الإلكترونية لتحديد طبيعة الإعلانات الملائمة لهم. وقال ويتز إن نتيجة هذه الاستقصاء بينت أن 70% من مستخدمي بريد غوغل لا يعرفون قيامها باستعراض رسائلهم الإلكترونية، وأن 88% منهم يرفضون بشكل قاطع هذا العمل. أما مايكروسوفت فقد أكدت عبر نيويورك تايمز أن خدمة البريد الإلكتروني الخاصة بها "آوت لوك" آمنة تماما ولا تقوم بالتجسس أو استعراض محتوى رسائل مستخدميها. ولطالما رفضت غوغل هذه الاتهامات وقالت إن استعراض رسائل البريد الإلكتروني لديها يتم عبر آلية خالية من أي تدخل بشري وتعتمد على الخوارزميات. وتفتح هذه الحملة فصلا جديدا في الحرب الدائرة بين عمالقة الإنترنت والبرمجيات، يدفع فيها المتنافسون بكل ما لديهم لاستقطاب متصفحي الفضاء الإلكتروني.