لندن ـ وكالات
أعلن أصدقاء وزملاء الفلكي البريطاني بارتيك مور عن وفاته يوم الأحد في بيته بقرية سلسي، مقاطعة ساسيكس. وكان السير باتريك مور مقدما لبرنامج "السماء ليلا" على بي بي سي لمدة 50 سنة، وهو ما يجعله أطول برنامج في قناة تلفزيونية واحدة على الإطلاق. وقد ألف عشرات الكتب في الفلك. واستغل أبحاثه الأمريكيون والروس في برامجهم الفضائية. ويصفه أحد أقرب أصدقائه بأنه "غريب الأطوار" إلى حد مخيف. فقد كان فريدا في عاداته، ويظهر على التلفزيون بعدسة مفردة على عينه، إلى جانب أسلوبه الغريب. قدم السير باتريك مور العدد الأول من برنامج "السماء ليلا" يوم 24 أبريل 1954. وظهر آخر مرة على التلفزيون الأسبوع الماضي. وأفاد بيان لأصدقائه وزملائه أن السير باتريك مور قضى فترة في المستشفى تبين بعدها أنه لا حاجة للاستمرار في علاجه. وقد طلب أن يقضي ما بقي له في بيته، ثم توفي بين أصدقائه، والقائمين على رعايته وقطته. وكان السير باتريك مور، الذي ألهم أجيالا من الفلكيين، يتحدى المرض في السنوات الأخيرة، ليعود إلى العمل والكتابة بحماس كبير. ولكن جسده الهزيل خذله هذه المرة ولم يستطع القيام من المرض، الذي ألم به منذ أسابيع قليلة. وتمكن من أن يحقق رقما قياسيا بتقديم أطول برنامج تلفزيوني على الإطلاق. وامتثالا لطلبه، يعد أصدقاؤه تأبينا بسيطا له. بينما يتم التحضير لمراسيم وداع في اليوم الذي كان سيصادف عيد ميلاده التسعين، في مارس 2013. ولد باتريك ألفريد كالدويل في بينر، ميدلسكس، بتاريخ 4 مارس 1923. وقد اضطره مرض القلب إلى متابعة أغلب فترات تعليمه في البيت. وأصبح بذلك قارئا نهما. وأعطته أمه نسخة من كتاب جي أف تشايمبرز عن المجموعة الشمسية. ومنذ ذلك اليوم أصبح مولعا بالفلك طوال حياته. وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، تخلى عن فرصة الدراسة في كامبردج، والتحق بالقوات البحرية الملكية، وارتقى فيها إلى رتبة ضابط. وفقد أثناء الحرب خطيبته. إذ لقيت حتفها في انفجار قنبلة استهدفت سيارة الإسعاف التي كانت تقودها الخطيبة. ولم يتزوج بعدها أبدا. وكان السير باتريك مور يستخدم منظما لضربات قلب منذ 2006. كما منح لقب الفارس في 2001. ونال جائزة البافتا نظير خدماته للتلفزيون، وكان عضوا شرفيا في الجمعية الملكية. وكان السير باتريك مور عضوا في حزب الاستقلال البريطاني، وكانت له آراء مثيرة للجدل بشان أوروبا والهجرة. وتشمل إنجازاته أيضا دورا في برنامج ألعاب الفيديو على التلفزيون في التسعينات. ويقول مراسل بي بي سي للشؤون العلمية، بالاب غوش، إن ظهور السير باتريك على التلفزيون كان يثير من الجدل ما تثيره أبحاثه الفلكية. "كان طويل القامة، ووصف ذات مرة بأنه يجسد "الفوضى المنظمة"، بحواجبه العالية، وشعره الأشعث وثيابه غير المنسقة". "كان طموحه لا حدود له"، وفي بعض الأحيان، يتكلم دون توقف". يصفه عازف فرقة الروك كوين الإنجليزية، براين ماي، الذي ألف مع السير باتريك مور كتابا في الفلك، بأنه ""صيق حميم"، وبأنه "بمثابة الأب" بالنسبة له. يقول ماي: باتريك، ينال تأبين الكثيرين من الذين كان يعتني بهم، مثل الوالد، ومن الذين استمتعوا بكتاباته الواضحة والمسلية، أو الذين أحبوا شخصيته الغربية الأطوار". "باتريك لا يعوض. ولن يكون له مثيل. لكننا محظوظون أن لنا باتريك واحد". أما مقدم البرامج والعامل الفيزيائي، البروفسور براين كوكس، فيقول على موقعه بتويتر: خبر حزين جدا عن السير باتريك. لقد ألهم شغفي بالفلك. سأفتقده". ويقول مدير عام بي بي سي المؤقت، تيم دايفي: إن إنجازاته في الهيئة "لا تضاهى"، مضيفا بأن السير باتريك سيفتقده جمهوره الذي لا يحصى". وفي حزب الاستقلال البريطاني، فيقول زعيم الحزب، نايجل فاراج: "منذ أن التقيت السير باتريك لأول مرة، في مهرجان للحزب، وهو صديق وملهم لي، ليس في الحزب فحسب، وإنما في كل البلاد وعبر العالم. لقد فقدنا اليوم رجلا إنجليزيا عظيما". ويقول عنه الدكتور ماراك كاكولا، الفلكي في المرصد الملكي في غرينيتش، بأنه كان رجلا "لبقا وكريما جدا" "عندما تقصده في بيته، يحرص ان يوفر لك ما يكفيك من طعام وشراب. وكان أيضا مصدر مرح وتسلية". ويضيف أن "عددا كبيرا من الفلكيين المحترفين مثلي، يعود اهتمامهم بالفلك إلى مشاهدتهم باتريك على التلفزيون، فتأثيره في عالم الفلك المحترف وبين الهواة لا يضاهى".