واشنطن - المغرب اليوم
أعلن علماء الكيمياء في جامعة كورنيل أن الحياة قد تكون موجودة على سطح تيتان بصفته قمرا لزحل يشبه الأرض بفضل وجود جزيئية تحفز تفاعل لبنات بناء الحياة في ظروف درجة حرارة منخفضة.
يذكر أن قمر زحل تيتان يمتلك غلافا جويا كثيفا ومناخا وطقسا، وتتساقط الأمطار على سطحه وتحدث فيه أنشطة بركانية مختلفة.
ويرى العلماء أن الكائنات الحية قد تكون موجودة هناك مبدئيا رغم أنها قد تختلف جذريا عن الجراثيم والحيوانات من حيث مكوناتها وأشكالها.
وليس كل العلماء موافقين على هذه الفكرة. فهناك على سبيل المثال عالم البيولوجيا الفلكية في ناسا ( ستيفن بينر) الذي يقول إن في تيتان حاجزين لا يمكن تعدّيهما أمام نشوء الحياة. أولا هناك البرودة التي تحول دون تحقيق تفاعلات بين لبنات بناء الحياة ، وثانيا هناك الميثان السائل بصفته مثيلا للماء الأرضي ومذيباً سيئا، ما يحول دون تخليق جزيئيات أكثر تعقيدا.
ويرى الباحث (مارتن رام ) في جامعة كورنيل أنه استطاع العثور على حل لمشكلة (بينر) الأولى ، وذلك من خلال دراسة مثيلات افتراضية للجزيئيات التي اكتشفها مسبار "كاسيني"على سطح تيتان على مستوى الذرات والكمّات.
وافترض مارتن رام وزملاؤه أن المفتاح لحل مشكلة ولادة الحياة في تيتان يختبئ في مُخاط تم العثور عليه مؤخرا في قعر بحار الميثان في تيتان.
وأطلق العلماء على هذا المخاط تسمية "بوليمين" (polyimine ) . وهو عبارة عن تركيبات بوليمر المتألفة من ذرات الهيدروجين والكربون المرتبط بعضها ببعض.
وقد تلعب مادة (polyimine) دور البديل للماء الذي من شأنه تسريع التفاعلات الكيميائية بين الجزيئات البسيطة لأنها تمتص طاقة الضوء والحرارة اللازمة لتحقيق تلك التفاعلات.
وقد تشكل مادة (polyimine) أساسا للحياة في تيتان لقدرتها على تكوين سلاسل لا نهاية لها عمليا من الجزيئات.
وانطلاقا من ذلك يعتبر مارتن رام وزملاؤه أنهم تمكنوا من إيجاد مفتاح إلى الحياة في تيتان. ولا يعني هذا الأمر بالطبع أن تلك الحياة موجودة في الواقع في البحيرات الناشفة لـ تيتان. لكن هذا الاكتشاف يدفع بهم إلى البحث عن آثارها.