واشنطن ـ عادل سلامة
وافقت الادارة الاميركية يوم الجمعة الماضي على بناء أكبر "تلسكوب" في العالم فوق فوهة أحد البراكين الخامدة في جزر هاواي التابعة لها في منطقة المحيط الهادىء .وكانت الخطط التي حازت على الموافقة قد قُدمت من جانب جامعة كاليفورنيا الاميركية ورابطة جامعات كندا قد تضمنت إقامة اكبر تلسكوب بصري
في العالم بارتفاع قدره 30 مترا.
ومن المتوقع أن يتمكن هذا التلسكوب العملاق، الذي تصل تكلفته مليار دولار، من رصد مسارات كواكب ونجوم أخرى بخلاف الشمس مما يوفر للفلكيين فرصة مشاهدة كواكب ونجوم جديدة في طور التكوين.
كما من المقرر أن يَعمل التلسكوب الجديد بقدرة تُمكن العلماء من قطع 13 سنة ضوئية في سرعة البرق والعودة إلى السنوات الأُوَل التي تشكل فيها الكون.
ويخطط العلماء المشرفون على تطوير المشروع أن تكون المرآة المجزأة الرئيسة في التلسكوب، التي يبلغ طولها 100 قدم "30 مترا"، لديها القدرة على تغطية منطقة رصد تصل إلى 9 أضعاف منطقة الرصد التي يستطيع أكبر تلسكوب مستخدم في العالم تغطيتها في الوقت الحالي.
كما يوفر التلسكوب العملاق المقترح صورة أكثر وضوحًا بثلاث مرات أكثر مما توفره التلسكوبات المشغَلة حاليا .
مع ذلك، من الممكن ألا يتمكن المشروع الأميركي الكندي من الحصول على لقب أكبر تلسكوب في العالم حيث يخطط عدد من الدول الأوروبية لبناء التلسكوب الأوروبي الأكبر على الإطلاق بطول 138 قدما "42 مترا".
وكان مشروع أكبر تلسكوب في العالم قد حاز على موافقة هيئة الأراضي والموارد الطبيعية الاميركية يوم الجمعة الماضي ليبدأ العمل به حيث من المقرر أن يتم بناؤه على أعلى القمة البركانية في منطقة مونا كيا بجزر هاواي.
وتمهد هذه الموافقة الطريق أمام المجموعة المسؤولة عن المشروع للتفاوض مع جامعة هاواي لتأجير قطعة الأرض التي من المقرر أن يُقام عليها التلسكوب من الباطن.
يُذكر أن جماعات من السكان الأصليين لجزر هاواي قد تقدموا بالتماس لوقف بناء المشروع إعتقادًا منهم أن إقامة المشروع تُعد انتهاكًا لحرمة تلك القم الجبلية المقدسة حيث يعتقد سكان هاواي أن القمم الجبلية مقدسة لأنها البوابات التي يدخل الناس إلى الجنة بعد عبورها. لذلك، لا يُسمح إلا للكهنة والزعماء الروحيين بالصعود إلى قمة مونا كيا.
ومن المرجح أن تلك القمة تحتوي على مقبرة بشكل مؤكد بالإضافة إلى احتمال وصول المقابر على مونا كيا إلى خمسة حيث من المحتمل أن تكون هناك أربع مقابر مقدسة أخرى أعلى تلك القمة البركانية.
من جهةً أخرى، صرح ناشطون بيئيون بأن المشروع من الممكن أن يمثل أحد مصدر التلوث بالمنطقة لما يشكله إنشاء التلسكوب على فصيلة نادرة من حشرة الخنفساء تُدعى خنفساء ويكيو. لذا كانت هناك محاذير وضعتها الهيئة في شكل تحفظات تضمنتها الموافقة على إقامة المشروع والتي كان من بينها ضرورة تدريب العاملين في الموقع على المحافظة على العناصر والمقومات الثقافية والموارد الطبيعية المحيطة بالموقع.
ويذكر أن جامعة كالفورنيا، ومعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا ورابطة الجامعات الكندية لأبحاث الفضاء هي الجهات التي من المقرر أن تعمل في إطار هذا المشروع المشترك.
كما وافقت جهات صينية وهندية ويابانية على الشراكة في المشروع. علاوة على مشاركة جامعة هاواي بصفتها المؤجر للأرض التي سيقام عليها.
وتجدر الإشارة أيضًا إلى أن قمة مونا كيا تُعد في الوقت الحالي موقعًا مستخدمًا بالفعل لتشغيل بعض التلسكوبات البصرية. ومن أهم ما تتميز به هذه القمة البركانية هو الارتفاع الشاهق حيث يتجاوز إرتفاعها السحاب ليصل إلى 13796 قدما مما يوفر رؤية واضحة للسماء لمدة تصل إلى 300 يوم في السنة