كولونيا ـ المغرب اليوم
حذرت الرابطة الألمانية لأطباء الأطفال والمراهقين من أن التلفاز يعيق عمليات التطور اللغوي لدى الأطفال الصغار أثناء محادثاتهم مع آبائهم.
وتستند الرابطة، التي تتخذ من مدينة كولونيا مقراً لها، في ذلك إلى نتائج دراسة حديثة تم نشرها بمجلة "جورنال أوف تشيلدرن أند ميديا" والتي أظهرت أن تشغيل التلفاز أثناء تحدث الآباء مع طفلهم الصغير، يحد من معدل تكرار الآباء للحديث مع الطفل ويؤثر بالسلب أيضاً على جودة اللغة التي يتم استخدامها في هذا الوقت.
ولإجراء هذه الدراسة قام العلماء بمراقبة مجموعة من الآباء بصحبة أطفالهم الصغار، الذين تقدر أعمارهم بـ 12 و24 و36 شهراً، أثناء اللعب لمدة 60 دقيقة، وقد تم تشغيل تلفاز لهم في الخلفية لمدة 30 دقيقة فقط من فترة اللعب. وتبين من ذلك قلة معدل تحدث الآباء مع أطفالهم طوال فترة تشغيل التلفاز، حيث تراجعت عدد الكلمات والجمل وكذلك معدل استخدام كلمات جديدة طوال فترة تشغيل التلفاز، مقارنةً بالنصف ساعة الأخرى التي لم يكن بها التلفاز مشغلاً، مع العلم بأنه لم يظهر أي اختلاف بين طول الجمل التي تم استخدامها في كلتا الحالتين.
ويعتقد العلماء أن الصوت الصادر عن التلفاز في خلفية الحديث هو السبب في إضعاف التطور اللغوي لدى الأطفال على نحو شديد، وذلك نتيجة تأثيره بالسلب على التواصل بين الآباء وأطفالهم، الذي يعد أحد الوسائل المهمة التي يكتسب من خلالها الطفل المهارات اللغوية.
لذا أوصت الرابطة الألمانية الآباء بتحديد أوقات معينة للعب مع أطفالهم من دون أن تكون هناك أية أشياء بالخلفية تتسبب في تشتيت أذهانهم أثناء ذلك، مع العلم بأنه ينبغي ألا يتم تشغيل التلفاز بمكان يوجد به أطفال أقل من عامين من الأساس، وذلك وفقاً للعلماء القائمين على هذه الدراسة.