برلين - د.ب.أ
كيف يقوم الناس بردود فعل أخلاقية وتراعي الضمير الجماعي؟ هذا السؤال يشغل علماء الدين وعلماء النفس والفلاسفة على السواء. ويرى الخبراء أن السلوكيات التي تراعي الضمير تتأثر بمجموعة من العوامل.
يرى خبراء ان ما يدفع الناس لمساعدة الآخرين في حال مواجهتهم لصعوبات يرتبط بعدة عوامل منها: عواقب التصرف الفردي عند مساعدة الشخص، القدرة على القيام برد فعل مناسب، ثم التصورات المتداولة في المحيط الاجتماعي حول دلالة الأخلاق والسلوكيات التي تراعيها.
وحسب دراسة نشرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية ملخصا عن نتائجها، في حال وقوع نزاعات، فان الضرورة الأخلاقية التي يمليها الضمير لمساعدة الآخرين ولإيجاد حل للمشكلة، ترتبط بالعواطف. ورغم أن بعض الناس يميلون إلى إذكاء الخلاف وتصعيده، إلا أن غالبية الناس تكون لديهم مشاعر تعاطف مع الشخص الذي يعاني، رغم أن الجميع لا يتدخل مباشرة من أجل المساعدة. وحسب تجربة قام بها الخبراء وطُلب فيها من المشاركين إن كان لديهم استعداد للتضحية بشخص واحد من أجل سلامة المجموعة، فإن عدد المشاركين الذين وافقوا على التضحية بفرد واحد من أجل إنقاذ المجموعة وصل إلى 44 في المائة.
من جانبه يرى ألبيرت كوستا من جامعة برشلونة، نقلا عن صحيفة "دي فيلت"، إن التباعد العاطفي بين الناس الذي يحول دون التعاطف مع بعضهم البعض، "يرجع إلى طبيعة اللغة المستعملة". ويشرح ألبيرت كوستا ذلك بالقول: "عندما يفكر شخص بلغة أجنبية تتراجع لديه نسبة الخوف من الأوضاع القائمة ولو كانت خطيرة، ولا يثير ما يقع مشاعره بشكل كبير". ويعطي ألبيرت كوستا مثالاً بالإختيارات السياسية التي يقوم بها السياسيون على المستوى العالمي. فعدد كبير من تلك الاختيارات تنافي الأخلاق، لكن صاحبها لا يشعر بذلك، ولا يشعر بالذنب أو بتأنيب الضمير.