برلين ـ د.ب.أ
الأمومة والأبوة وظيفة مستمرة على مدار الساعة، تتطلب أن تكون واعياً مع ابنك في كل دقيقة لرسم الطريقة التي تتصرف بها، والإجراءات التي تتخذها، خاصة عندما يتعلق الأمر بمكافأة الطفل وعقابه. كل ما عليك التأكد من تحقيق التوازن، لأن ما ستتخذه من طرق لمعالجة سلوكه سيضع الأسس لما هو مقبول بالنسبة إليه، ولتوقعاته في المستقبل. الانضباط مسألة هامة في تربية الطفل، إذا كان طفلك جيداً ويتصرف بشكل مهذب ربما لا تحتاج إلى معاقبته بشدة أو مكافأته بسخاء. في الوقت نفسه لا توافق على تصرف إذا كنت مقتنعاً بضرورة رفضه، عندما يأخذ الطفل هاتفك، أو جهاز التحكم في التلفزيون (الريموت) تصرف بسرعة وقل له إن هذا غير مقبول ما دمت تفعل ذلك لسبب مقنع. لا تحتاج إلى القسوة في توجيه الطفل أو رفض تصرفات معينة، تكفي فقط نظرات العينين التي تنقل الحب والتواصل، إلى جانب الربتات والعناق. من أكبر الأخطاء التربوية التي يمكن أن يقع في الأبوان رشوة الطفل ليتصرف بطريقة معينة. عندما يسمع الطفل الكلام، ويتصرف بالطرق الصحيحة كافئه بمزيد من المودة، واحرص على أن يكون ذلك النهج منذ مراحل الطفولة المبكرة. امنح الطفل قبلة، أو ابتسامه، صفق له أو عانقه، لكن لا تجعل المكافأة شوكولا، فالرشوة لا ينبغي أن تكون طريقة المكافأة على سلوك صحيح. على الرغم من ضرورة الحزم مع الأطفال إلا أنه لا يجب أن يكون العقاب نوعاً من استعراض القوة بواسطة الضرب أو الصراخ أو الصياح. تذكر أن ما تفعله مع طفلك عندما يسيء التصرف سيصبح مرشداً له في حياته، ويؤثر على اختياراته. لابد أن يكون العقاب عادلاً عن تأنيب الطفل، إذا كنت تريد أن تصرخ في طفلك لأنك غاضب قد يتسبب ذلك في فقدانك السيطرة على إدارة الأمور معه لاحقاً. عد حتى 10 للسيطرة على غضبك أولاً، ثم تحدث معه حول السلوك الصحيح الذي تتوقعه منه، ولماذا تعتبر سلوكه غير مقبول. في بعض الأحيان يربط الآباء بين العقاب وبين عدم تحقيق إنجاز أو تفوق معين، سواء في الدراسة أو اللعب، ويعتبر هذا توجهاً تربوياً خاطئاً. لا تساعد هذه الطريقة في تنمية الطفل ليكون إنساناً أفضل، كما أن الطفل لا يستطيع تحسين قدراته تحت تأثير الخوف. لنفس الأسباب السابقة لا ينبغي أيضاً تقديم رشوة أو مكافأة مادية لتحفيز الطفل على تحقيق التفوق. بدلاً من شراء "أي فون" للطفل مقابل نجاحه يمكن الاحتفال بتفوقه بطريقة أكثر إشباعاً مثل الذهاب إلى رحلة أو عطلة عائلية مميزة، فالطرق التي تشبع الجوانب العاطفية والاجتماعية وتقوي الروابط العائلية أكثر تأثيراً في أعماق الطفل، أما المكافآت المادية فتحقق فرحاً بسيطاً لا يدوم في الذاكرة ولا يؤثر في الشخصية.