الرباط - الدار البيضاء
انتقدت القيادية داخل حزب العدالة و التنمية أمينة ماء العينين الأحزاب السياسية جميعها بالمغرب واصفة إياها بالعاجزة والتي لا تنكب على مناقشة المواضيع الجوهرية للمغاربة و تكتفي فقط بالهامش.
و دونت ماء العينين المثيرة للجدل تدوينة جاء فيها أن “الأحزاب السياسية وجدت لتصير صوتا جماعيا وكتلة موحدة للتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان وخرق القوانين وتكريس الظلم”.
و أضافت القيادية البيجيدية: “كانت للأحزاب فيما مضى مشاريع ورهانات تدافع عنها بشكل جماعي، مما كان يصعب على السلطة الاستفراد بالأفراد وعزلهم واستهدافهم تمهيدا للتخلص منهم بطريقة من الطرق، كانت الأحزاب قوية تحمي ظهور المناضلين وتفاوض مواقع النفوذ لانتزاع ما يلزم من الانفتاح والديمقراطية والتطور الإيجابي”.
و زادت قائلة:” اليوم، تعيش الأحزاب موسم الانسحاب الجماعي من القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام، كما تعيش حالة انتظارية غير مفهومة، لكنها مضرة بوضع البلد وصورته وحاجته الى التوازن والتعددية واستقلالية المؤسسات بعضها عن بعض”.
و اتهمت ماء العينين الأحزاب بما فيها الحزب الذي تنتمي له بالعجز، حيث كتبت: “لأن هذه الأحزاب أضحت عاجزة عن ملء ساحة النقاش السياسي الحقيقي، أصبح هذا الفراغ يُملأ بلاشيء وكل شيء، كما أصبح النقاش الحزبي الداخلي متمحورا حول قضايا هامشية عادة ما تكون مصطنعة أو موجَّهة للمزيد من استدامة السطحية، أو ترسيخ النزعات الاستعراضية حينما ينخرط الجميع في قضايا لا ينفذ النقاش الى عمقها، فتتحول الى تكرار وإعادة اجترار الصورة والمضمون في نزوع جماعي للسهولة والأمان”
و خلصت ماء العيني لكون السياسة تبدأ باستصدار شهادة وفاتها حينما تصير رديفا للسهولة والاستعراضية والبحث عن الأمان، مضيفة: “تبدو السياسة والحزبية باهتة رتيبة ومنفرة حينما تصير بدون جدوى، ولنتذكر أن البلد حينما خلص الى الحاجة الى نموذج تنموي جديد، اعتمد مقاربة تُغيب الأحزاب وتكتفي بالاستماع الى آرائها مثل باقي المؤسسات والأفراد مما يطرح سؤال الجدوى من وجودها”.
و جاء في نهاية التدوينة عبارة: ” على ما يبدو أن الحزبية تاريخيا قد مرت بمرحلة أصعب مما تمر به اليوم، كانت الأحزاب أقوى وأكثر حضورا خلال سنوات الجمر والرصاص، أما اليوم فيبدو أن النخب الحزبية قد حسمت اختيارها بعيدا عن النضال السياسي والحزبي”.
قد يهمك ايضا:
ماء العينين تتحدث عن التطبيع مع إسرائيل والتخلي عن القضية الفلسطينية