واشنطن ـ أ.ش.أ
دحضت دراسة قام بها فريق علمي أميركي، النظرية السائدة بأن أنف الإنسان لا يستطيع تمييز أكثر من عشرة آلاف رائحة مختلفة. وقدّر العلماء من تجاربهم أن الأنف البشري يستطيع تمييز أكثر من تريليون رائحة مميزة على الأقل. قال باحثون، أمس الخميس، إن "أنف الإنسان يمكنه تمييز عددًا يزيد كثيرًا عن عشرة آلاف رائحة مختلفة، وهو الرقم الذي ظل لفترة طويلة يشار إليه على أنه الحد الأقصى لقدراتنا على الشم". وتوصل الباحثون إلى أن الأنف يمكنه أن يميز بين عدد لا نهائي تقريبًا من الروائح، يصل إلى أكثر من تريليون رائحة، استنادًا إلى قراءة لنتائج تجارب مختبرية، شارك فيها متطوعون قاموا بشم مجموعة كبيرة من الروائح. "أهم مساهمة يقدمها هذا البحث هو أنه يصحح الفكرة الحالية، القائلة بأن تمييز الروائح عند البشر سيئ جدًا... نحن نميز الروائح بشكل جيد للغاية". كما أظهرت الأبحاث أن الإنسان يمكنه التمييز بين بضعة ملايين من الألوان المختلفة، ونحو 340 ألف نغمة صوتية. لكن أبعاد حاسة الشم ظلت لغزًا. وقال الباحثون إن: "اعتقاد ظل سائدًا، منذ عشرينيات القرن الماضي، بأن الإنسان يمكنه تمييز عشرة آلاف رائحة فقط، لكن ذلك الاعتقاد استند إلى افتراضات خاطئة". وشارك في التجارب 26 رجلًا وامرأة من أصول عرقية متنوعة، وأعمار تراوحت من 20 إلى 48 عامًا، إذ أعطت لهم ثلاث قوارير زجاجية بها روائح. وكانت اثنتان من القوارير متماثلتين، وواحدة مختلفة. وطلب من المشاركين التعرف على الرائحة المختلفة. وفعل كل منهم هذا مع 264 رائحة مختلفة واستخدم الباحثون طيفًا واسعًا من الروائح، منها الليمون والنعناع والثوم والتبغ والجلد وروائح أخرى. ثم مزج الباحثون هذه الروائح، وطلبوا من المشاركين في التجارب التعرف عليها. وقام الباحثون بعد ذلك بإحصاء عدد المرات التي يميز فيها المشاركون - بشكل صحيح - الرائحة في القارورة المختلفة عن القارورتين الأخرتين، ثم قاموا بحساب متوسط عدد الروائح التي يمكن للشخص تمييزها إذا شم جميع الأخلاط الممكنة لجزيئات الروائح التي استخدمت، وعددها 128 جزيئًا. وبهذه الطريقة، قدر الباحثون أن الإنسان يمكنه تمييز أكثر من تريليون رائحة، وقالوا إن هذا العدد ربما يكون منخفضًا جدًا؛ لأن هناك جزيئات أخرى للروائح موجودة في العالم أكثر من تلك التي استخدمت في الدراسة.