الرباط - وكالات
تزامنا مع الحملة الأخيرة التي شهدتها عدد من مدن المغرب للوقاية من سرطان عنق الرحم، الذي يفتك كل سنة بمئات السيدات، التقينا البروفسور أحمد المساوي، لإلقاء الضوء على موضوع سرطان عنق الرحم وخطورته على صحة النساء وطرق الوقاية منه والتعريف بأبرز أعراضه. - ما هو التعريف العلمي لسرطان عنق الرحم وما العلاقة بينه وبين الفيروس الحليمي البشري HPV؟ سرطان عنق الرحم عند المرأة هو نمو غير متحكم فيه وعشوائي لخلايا عنق الرحم حينما تمرض. ويحدث هذا السرطان نتيجة إصابة هذه الخلايا بالفيروس الحليمي البشري HPV. - الى أي حد يمكن اعتبار هذا المرض قاتلا ومميتا مقارنة ببقية السرطانات الأخرى كسرطان الرئة مثلا؟ أي سرطان يبقى خطيرا بالنسبة لحامله، إذا لم يتم تشَخَيصه أو معالَجته. وسرطان عنق الرحم يكلف المريض الكثير والدولة المغربية مثل باقي السرطانات الفتاكة، كسرطان الرئة مثلا. ولهذا، وبما أن الوقاية خير من العلاج، يجب تلقيح الفتيات من الفيروس HPV ، كما يجب الإقلاع عن التدخين بالنسبة للمصابين بسرطان الرئة. - ما هي أبرز أسباب هذا المرض؟ وهل هناك أرقام أو إحصائيات لمعرفة مدى انتشاره في المغرب؟ نمو هذا السرطان ضئيل في الوقت الحالي ويشكل حوالي 12.5% من السرطانات عند المرأة، وهو يعد ثاني سرطان بعد سرطان الثدي عند السيدات في المغرب. وأصل هذا السرطان كما سبقت الإشارة الى ذلك هو الفيروس الحليمي البشري، وعادة ما تصاب به المرأة بعد أول ممارسة جنسية. - ماهي خصوصيات الفيروس الحليمي البشري وتمظهراته لدى المرأة المصابة؟ الفيروس الحليمي البشري منتشر بكثافة عند كل البشر، فمن الناس من يقاومه ولا يصاب بمرض، ومنهم من تكون مناعته غير كافية، ومن ثم يطرأ المرض وربما يتطور إلى سرطان. وسرطانات HPV متنوعة ويمكن أن تصيب الرجل والمرأة على السواء. فعند المرأة هنالك إصابة عنق الرحم وهو الأكثر عرضة، وهناك أيضا إصابة المهبل والشرج. - الى أي حد يمكن اعتبار تفشي هذا السرطان مرتبطا بالتحرر الجنسي ؟ هذا الكلام غير دقيق بالمرة، لأن ڤيروس HPV منتشر عند كل الناس، وهو يصيب الفتيات عند أول ممارسة جنسية، حتى وإن لم يكن هناك تحرر سابق لزواجها. - بصفتكم متخصصا في أمراض النساء والولادة. ما هي النصائح التي يمكن تقديمها للسيدات لتجنب هذا الداء؟ النصيحة الأساسية هي التتبع الطبي عند السيدات بفحص جسدي للجهاز التناسلي ولو مرة في السنة. والوقاية من هذا المرض عملية ضرورية وأساسية، ترتكز على التلقيح ضد هذا المرض الفتاك. إن علاج سرطان عنق الرحم مكلف جدا للمريض وللقطاع العام في المستشفيات العمومية المكلفة بعلاج السرطان. الوقاية منه أفضل بكثير، وهي ممكنة الآن بفضل تواجد وتوفر لقاح ضد هذا الڤيروس، وهو التلقيح رباعي المفعول أكثر نفعا في وضعنا الحالي لأنه يقي من أربعة أنواع من HPV كما يجب تلقيح الفتيات من سن 12 عاما قبل أي تعرض أو إصابة بHPV.