الرئيسية » أخبار المرأة

جبيوتى ـ وكالات

ما بين 130 و 150 مليون امرأة يعانين من تشويه الأعضاء التناسلية - معظمهن في أفريقيا، بما فيها بعض البلدان العربية. ولكن الظاهرة تمتد لتصل إلى ألمانيا. أطباء وناشطون اجتماعيون ورجال دين يجدون أنفسهم معنيين بالأمر.جواهر كومار تنحدر من الصومال، جاءت إلى ألمانيا مع عائلتها وهي فتاة صغيرة. عندما بلغت سن العشرين ذهبت لزيارة وطنها، لتكون شاهدة على جنازة في قرية الأجداد: الجنازة تعود لفتاة صغيرة تم ختانها فتعرضت لنزيف حاد. "كما شاهدت حالة أخرى"، تقول جواهر التي تبلغ اليوم 36 عاما من العمر: "امرأة حامل كانت تعاني آلام المخاض. لم يسبق لها أن زارت أي طبيب، ولم تتوفر هناك أجهزة للفحص بالموجات فوق الصوتية في المنطقة، وأقرب مستشفى يبعد 900 كم، تحديدا في العاصمة مقديشو. وبعد ولادة الطفل تمت خياطة الجرح لدى المرأة". القابلة تفاجأت بأن المرأة ولدت توأماً لم تكن تتوقع ذلك. وتضيف جواهر: "استمرت معاناة المرأة، وآلامها تضاعفت. عندها نقلوها إلى مقديشو في رحلة استمرت يومين بالسيارة. نجت ولكن الطفل الثاني لم ينج". الأدوات المستخدمة عبارة عن شفرات الحلاقة، ولكن أيضا سكاكين المطبخ وكِسر الزجاج أو أغطية العلب المعدنية. تكرار استخدام ذات الأداة لأكثر من حالة يساعد على انتشار الأمراض مثل فيروس متلازمة نقص المناعة -الإيدز والتهاب الكبد.منظمة الصحة العالمية تُعَرِف تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية أو ما يُعرَف بختان الإناث بأنه "جميع الطرق التي تهدف إلى إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى أو تؤدي إلى جرحها".حوالي 15 % من النساء تعرضن لما يُعرف بالختان الفرعوني، وتتحدث التقارير الدولية بأنها تُمارَس في دول عربية أيضا هي الصومال والسودان ومصر وجيبوتي، واليمن بشكل أقل.العواقب وخيمة على الصحة كما يقول اختصاصي الأمراض النسائية الألماني كريستوف تسيرم، الذي تخصص في المعالجة وتقديم الاستشارة للنساء ضحايا الختان: ​​"إذا كان المهبل مُغلقا بسبب التشويه، فإن هذا يؤدي إلى صعوبة كبيرة في إخراج البول ومفرزات الحيض وهذا ما يؤدي إلى عودة جزء منها وتراكمها. وهذا ما يشكل أرضا خصبة للعدوى. ما قد يؤدي لاحقا إلى حدوث أمراض شديدة في المسالك البولية والكلى. الرحم والمبيضان وقناتي فالوب قد تتعرض للالتهابات هي الأخرى". وحتى عملية التبول بحد ذاتها قد تستمر في بعض الحالات لمدة ثلاثين دقيقة، مسببة آلاما شديدة. واهر كومار تعرضت للختان عندما كانت فتاة صغيرة. خضعت لعدة عمليات جراحية في ألمانيا للتخلص من آثار الختان. لدى زيارتها للصومال صُدمت بأن هذه العادة لا تزال تُمارَس في الصومال إلى اليوم. وهذا ما دفعها إلى تأسيس جمعية "أوقفوا التشويه"، متخذة من مدينة دوسلدورف مقرا لها، وعن ذلك تقول في حوار مع DW: "المهاجرون الذين يأتون إلى هنا (ألمانيا)، يجلبون معهم هذه المعضلة. هذا ما حفزني لتأسيس الجمعية عام 1996". وفقا لتقديرات منظمة حقوق المرأة (Terre des Femmes) يعيش في ألمانيا حوالي 30 ألف امرأة تعرضت للختان، وهناك 6 آلاف فتاة معرضة لخطره. ضغط الأسرة الموجودة في الوطن يلعب في هذا السياق دورا كبيرا، كما تؤكد كومار: "خاصة الجدات من جهة الأم أو الأب يبعثن بالرسائل"، والرسالة هي ذاتها دائما: "يجب أن تختنوا بناتكم! أو أحضروهن إلينا، نحن نقوم بذلك".جواهر - الأم لثلاثة أطفال - تذهب إلى المدارس ودور الحضانة لتنصح المربين حول أفضل السبل للتوعية حول هذه القضية. كما تقوم جمعيتها بدور هام مع المهاجرين الأفارقة، فتوضح ذلك: "العديد من الأُسر القادمة حديثا إلى ألمانيا تلجأ إلينا وتطلب منا المساعدة لدى الدوائر الألمانية وكيفية التعامل مع إجراءاتها. نحن نذهب معهم إلى هناك ونكسب بالتالي ثقتهم. وبعد ذلك نوضح لهم أيضا الأمور حول تشويه الأعضاء التناسلية للإناث. كثيرون لا يعرفون بأن ذلك محظور في ألمانيا، ويشعرون بالصدمة عندما يعلمون بأن ذلك قد يحرمهم من حق حضانة الطفلة". في العام الماضي  نجحت الجمعية في حماية 17 فتاة من فقدان أنوثتها.سيدة أخرى هي فادومو كورن تعمل في ذات المجال؛ تتواصل مع عائلات المهاجرين من الصومال ودول أفريقية أخرى، كما تُخبرنا في مقابلة مع DW: حيث تحذر تلك العائلات بأن ختان الإناث يُعاقب عليه بالسجن في ألمانيا ويتم ترحيل من يقومون به. فادومو تنحدر هي الأخرى من الصومال، وتعرضت لذات المصير؛ أي الختان وهي طفلة صغيرة. لذلك تسعى بكل جهودها لوضع حد للمأساة. 29 دولة، بينها 28 دولة أفريقية واليمن الوحيدة من خارج القارة السمراء، لا يزال ختان الإناث يمارس فيها إلى اليوم، رغم أن بعضها حظره قانونا، كما هو الحال في مصر التي أكدت فيها المحكمة الدستورية العليا مؤخرا على تجريم ختان الإناث. الختان لم يبرره أي دين من الأديان الرئيسية في العالم، ومع ذلك لا يزال هذا المفهوم الخاطئ مستمرا حتى الآن. لذلك فإن لكلام رجال الدين الذين يتحدثون ضد الختان أهمية خاصة، وسواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أو غيرها من الأديان والمعتقدات.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

مغربية تُنهي حياة زوجها بآلة حادة على فراش النوم…
إحالة ملف أربع موظفات في مندوبية حقوق الإنسان تعرَّضْن…
صدّيقي "سيدة القاعدة" التي طالب مهاجم كنيس يهودي بإطلاق…
الاعتداء على تلميذة يثير جدلا في إقليم مراكش المغربي
هيئة الأمم المتحدة للمرأة تشارك في فعاليات أول قمة…

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة