الرباط ـ الدار البيضاء
بشجاعة وحماس ونكران ذات، لا تتردد بثينة مزران، مروضة الكلاب في جهاز الدرك الملكي، في مجابهة مختلف التحديات التي تلازم مهنتها.
تتميز بثينة، التي تعمل بالمصلحة المركزية لترويض الكلاب بالدرك الملكي بمدينة تمارة، بشخصية قوية ومرونة كبيرة وقدرة أكيدة على التكيف والتحمل. هي نموذج لنساء قلائل يزاولن مهنة كانت تعتبر في السابق حكرا على الرجال.
وتمثل بثينة نموذج الدركية المغربية التي تساهم بنشاط في النهوض بصورة المرأة داخل مصالح الدرك الملكي، والتي تحتفي على غرار باقي المؤسسات الوطنية باليوم العالمي للمرأة، من خلال تكريم المرأة الدركية.
وللنجاح في تكوين فريق متلاحم وناجع وخلق علاقة تناغم مع الكلب، تتسلح بثينة بقيم أساسية لهذه المهنة التي تتطلب قدرة على التحمل والصبر في وجه الصعاب، وروح الحوار والقدرة على الإقناع.
تحرص بثينة، الشغوفة بالكلاب، على مراقبة الكلب وتدريبه على استخدام حواسه وتعلم فك رموز ردود أفعاله وتطوير قدراته. وتسعى بثينة إلى تكوين علاقة انسجام مع رفيقها من أجل استثمار قدراته السمعية والشمية المذهلة خلال مختلف التدخلات.
لترويض كلبها، تعتمد الشابة بثينة، التي تزاول هذه المهنة منذ ما يقرب من عام، مقاربة مدروسة بعناية من خلال تحضير حقائب تحتوي على متفجرات يتعين على الكلب اكتشافها والتعرف عليها.
في حوار مع القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء M24، تقول بثينة، التي نوهت بالفرصة التي أتيحت لها للانضمام إلى المصلحة المركزية لتدريب الكلاب بالدرك الملكي، إن هذه التجربة مكنتها من خوض تجربة جديدة تتعلق بتدريب الكلاب العسكرية، وخاصة الكلاب المكلفة بالكشف عن المتفجرات.
تبرز بثينة أنها استطاعت رفع التحديات والتغلب على المخاطر والصعوبات التي تنشأ من هذه المهنة التي يهيمن عليها الرجال عموما.
بعد عام من التحاقها بجهاز الدرك الملكي، قررت بثينة التطوع لاجتياز اختبارات مروضي الكلاب، ثم استفادت من دورة تكوينية لمدة ستة أشهر، تشمل دروسا نظرية وتطبيقية.
خلال هذه الفترة، تمكنت بثينة من اكتساب جميع تقنيات الترويض المستخدمة في هذا المجال قبل أن يقع اختيارها على التخصص في الكشف عن المتفجرات.
بعد اجتياز الامتحان النهائي بنجاح، شكلت بثينة مع كلبها ثنائيا حقيقيا لا ينفصل، يتميز بنجاعة كبيرة في مختلف التدخلات.
غير آبهة بالمخاطر والإكراهات الملازمة لهذه المهنة، عقدت الشابة بثينة العزم على عدم النكوص، بل تتطلع إلى الاستمرار في أداء مهامها بشغف ونكران ذات إلى جانب “رفيقها في المهنة”.
وهكذا، يحتل عدد من النساء، بمختلف تخصصاتهن، مناصب المسؤولية داخل مصالح الدرك الملكي، حيث ينخرطن بكل انضباط ومهنية في أداء عملهن.
قد يهمك ايضا
إعادة بناء جدران الواجهة الشرقية لموقع قصبة “أكادير أوفلا” في أغادير