الرياض ـ وكالات
يصاب الإنسان بين فترة وأخرى باضطرابات في نفسيته من حزن أو قلق أو خوف ونحو ذلك، وفي أغلب الأحيان تكون هذه الاضطرابات طبيعية، ولكن قد يحصل أن تكون تلك الاضطرابات النفسية شديدة، وتستمر فترة أطول، وتؤثر على حياة الإنسان العملية والعائلية، فهنا يكون الشخص قد وصل إلى حالة مرضية تستدعي العلاج. والمرض النفسي لا يعني الجنون فقط، لأن ما يسميه الناس الجنون إنما هو نوعية خاصة من الأمراض النفسية، وهي قليلة على كل حال، ولكن هناك أنواع أخرى من الأمراض النفسية شائعة جداً، كالاكتئاب، والقلق، والرهاب (الخوف)، والوسواس القهري، والتوهم، وغيرها. ليس هناك أحد محصن ضد الأمراض النفسية، فهى تصيب الرجال والنساء، والكبار والصغار، والأغنياء والفقراء، والمتعلمين وغير المتعلمين، ولكن هناك عوامل قد تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض النفسية، مثل: الظروف المحيطة بالإنسان، والجو العائلي، والضغوط الحياتية، والوراثة، وأسلوب الإنسان في التفكير ونظرته للأحداث، وكذلك فهي منتشرة في المجتمع على خلاف ما يتصور كثير من الناس. تختلف الأعراض باختلاف المرض، فأحيانا يصاب الشخص بالحزن والضيق وعدم الاستمتاع بالحياة، وأحيانا يصاب بالخوف والرعب والتوتر، وأحياناً يتوهم أمراضاً عضوية لدية برغم عدم وجودها حقيقة، وأحيانا يخاف من الاجتماع بالناس، أو من الخروج للأسواق أو من التحدث أمام جمع من الناس، وأحياناً أخرى تختلط الأشياء على الشخص فيعيش في عالم منعزل من الأصوات والصور. ومن المهم التأكيد على أن كثير من الأمراض النفسية يصاحبها وجود أعراض عضوية في الجسم، مثل: قلة النوم، والخمول، والضعف، وزيادة نبضات القلب، وآلام الصدر، وآلام الظهر، وآلام البطن، والدوخة، والصداع ... وغير ذلك، وكثيراً ما يشتكي المريض من هذه الأعراض الجسدية وهو في الحقيقة مصاب بمشكلة نفسية. الأمراض النفسية ليست وحيدة السبب، بل هي نتاج تفاعل مجموعة من العوامل، وبالإمكان تقسم الأعراض النفسية إلى أنواع: 1) أنواع تنشأ بسبب وقوع أحداث مهمة وكبيرة في حياة الإنسان، كموت عزيز، أو حدوث مصيبة، أو انتقال من مرحلة في العمر إلى أخرى، وربما تنشأ عن تتابع ضغوط نفسية بشكل متواصل في الأسرة أو المدرسة أو العمل أو الزواج أو النواحي الموالية. 2) نوع ينشأ بسبب مرض عضوي في الغدد أو غيرها 3) نوع لا يوجد له سبباً واضحاً وفي كل الأنواع يحدث تغير واضح في نسبة المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، كما أن للعوامل الورائية دوراً مهماً في هذا الجانب.