القاهرة ـ وكالات
مما لا شك فيه، أن كل أب وكل أم يريدون أن يشاهدوا طفلهم الصغير وقد بدأ بالحبو، المشي، وحتى الكلام في المرحلة التي تلائم جيله - إن لم يكن قبل ذلك. ومما لا شك فيه أيضا أن قمة الفخر والاعتزاز لدى الوالدين تكون حين يتحدثون أمام الجميع عن طفلهم الذي بدأ بالمشي، وكيف يقول 'ماما' أو 'بابا' دون صعوبة تذكر.ولكن الواقع لا يلائم هذه النظرية دائما، فلكل رضيع نظامه الخاص ومسار تطوره الذي ينفرد به دون غيره. أحيانا يتطور الطفل بما يتلاءم والمقاييس والمواعيد المتعارف عليها، لكنه في بعض الأحيان يتأخر قليلا عما جاء في الكتاب. كل طفل من الأطفال يتطور في أوانه، وعندما يحين موعد تطوره. لا يستطيع الأهل التعجيل بعملية التطور ولا اختصار المسافات أو الزمن، لكنهم يستطيعون مساعدته خلال هذه العملية. تهدف هذه المقالة لإلقاء الضوء على بعض الطرق التي يستطيع الأهل من خلالها مساعدة طفلهم في مسار نموه وتطوره.دعونا نتطرق أولا لمجال التطور الحركي: حتى جيل السنة، يتعلم الرضيع الحبو، الجلوس، الوقوف، وحتى المشي بالاستعانة ببعض الأغراض التي يستطيع الاستناد إليها والاتكاء عليها. بإمكان الأهل الذين ينظرون بانفعال لطفلهم وهو يقوم بهذه الأمور، أن يساعدوه على تطوير هذه القدرات الحركية. في البداية، بإمكانهم اللعب معه ألعاب الحبو: هم يَحبون معه أو بجانبه أو مقابله، وحين يراهم فإنه سيرغب بالحبو مثلهم أيضا ولو من أجل أن يصل اليهم، أو أنه قد يضظر لذلك لا أكثر. بعدها، عندما يتعلم الجلوس أو الوقوف، سيسقط أرضا عدّة مرات. من المهم ألا يخاف الأهل وألا يحاولا منعه من القيام بهذا. بإمكانهم أن يكونوا إلى جانبه من أجل التأكد من أنه لا يعرض نفسه للخطر، لكن لا يجوز بأي حال من الأحوال منعه من محاولة القيام بهذا. أحد التطورات الهامة الأخرى التي يمر بها الطفل، هو التطور الإدراكي (Cognitive development): يبدأ الطفل، عند جيل نصف سنة، بتعلم الربط بين الأشكال المختلفة والربط بين الأغراض والألوان. من أجل مساعدته في ذلك، على الأهل اللعب معه ألعاب تخيّل مختلفة، ألعاب تحديد الألوان والأشكال، تعريفه بأغراض مختلفة، وشراء ألعاب له يستطيع من خلالها تركيب أشياء متنوعة.من المهم شراء ألعاب تناسب جيله، وليس ألعابا مناسبة لأطفال أكبر منه سنا. فهو لن يعرف ما الذي عليه أن يفعله بالألعاب المناسبة لمن هم أكبر منه سنا، وسرعان ما يسأم، ولن يفعل بهذه الألعاب أي شيء بالغالب.أما التطور على المستوى اللغوي، فهو التطور الذي ينتظره الأهل أكثر من أي شيء آخر. هذا النوع من التطور، هو أيضا أكثر أنواع التطور الذي بإمكان الأهل مساعدة طفلهم عليه. حتى جيل السنة الأولى، يلفظ الطفل عددا من المقاطع التي لا تحمل أي معنى، لكن بعد انقضاء هذه السنة، يبدأ بلفظ كلماته الأولى. لكن، وإلى أن يستطيع الرضيع أن يتعلم الكلمات المختلفة، يستطيع الأهل مساعدته في هذه العملية من خلال الحديث معه منذ الولادة، إسماعه الموسيقى، وقراءة القصص. كما أن تكرار كلمات مختلفة دون توقف، من الممكن أن يكون مفيدا جدا. فبهذه الطريقة يساعد الأهل طفلهم على أن يحدد الكلمات ويعرف كيف تقال.. من المهم أن نعرف أن لا حاجة لمحاولة تعجيل عملية تطور الرضيع عن طريق العصبية، الغضب، أو الصراخ. هذا لا يساعد الطفل على شيء، إنما يجعله يبكي ويخاف. يملك الطفلطرقه الخاصة التي تساعده على التطور، وهو يمارسها في أوانها وبوتيرته الخاصة.من المهم كذلك أن نعرف أن كل طفل يتطور بشكل مختلف ووفقا لمراحل مختلفة. لذلك، لا حاجة لمحاولة دفعه للأمام، ولا حاجة للتعجب إذا لم يستجب لمساعدتكم ولم يقم بعد بما تتوقعونه منه. من الممكن جدا أنه يأخذ كامل وقته وينتظر لحظته المناسبة.