المنامة - بنا
تفاعل طلبة في جامعة البحرين مع محتوى محاضرة "كيف تنمي ذاتك" التي نظمتها مؤخراً دائرة التوجيه والإرشاد بعمادة شؤون الطلبة، وذلك ضمن برنامج مهارات الحياة. وتحدث في محاضرة عميد كلية التعليم التطبيقي في جامعة البحرين الدكتور صادق العلوي، عن مفهوم الذكاء الوجداني بوصفه "مجموعة من الصفات الشخصية التي تمكن الشخص من تفهم الآخرين وانفعالاتهم، ومن ثم يكون أكثر قدرة على ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقاً من هذه الصفات". وقال الدكتور العلوي "إن نجاح الإنسان يتوقف بالدرجة الأولى على مهاراته و لا يعتمد اعتماداً كلياً على شهادته و تحصيله العلمي ومهاراته الذهنية فقط، إنما يعتمد على ذكائه الوجداني أيضاً". وأضاف "أن الشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، فهو يتصف بقدرات وكفاءات تمكنه من أن يتعاطف مع الآخرين وخاصة في أوقات ضيقهم، ويسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم، ويتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية بصورة جيدة، ويعبر عن مشاعره وأحاسيسه بسهولة، ويتفهم المشكلات بين الأشخاص ويحل الخلافات بينهم بيسر، ويحترم الآخرين ويقدرهم، ويظهر درجة عالية من الود في تعاملاته مع الناس". وأوضح الدكتور العلوي "أن الذكاء الوجداني أصبح اليوم جزءاً مهماً في فلسفة أي مؤسسة في اختيار أفرادها وتدريبهم؛ لأنه يعلم الناس كيف يعملون معاً للوصول إلى هدف مشترك". واشار إلى "دراسة استمرَّت مدة عامين، إذ أدخلت مادة الذكاء الوجداني ضمن البرنامج الدراسي لمجموعة من طلاب كلية الآداب في جامعة البحرين، ثمَّ تمت متابعتهم مدة عام بعد انتهاء التجربة، فكانت النتيجة: زيادة قدرة الطلبة على التأقلم مع الأزمات النفسية، وانخفاض نسبة العادات الغذائية السلبية، بالإضافة إلى انخفاض نسبة التصرفات العدوانية لديهم". وأضاف "كما ثبت أيضاً أن تنمية مهارات الذكاء الوجداني عند الأساتذة يساعدهم على التواصل مع الطلاب بشكل أفضل".ووصَّف الشخصية المتزنة باعتبارها "الشخصية القادرة على ضبط النفس، وتحمل الضغوط والحيادية في النقاش، أما الشخصية المتكاملة فهي المتميزة بتعدد المهارات مثل: إتقان فن التواصل، والحوار والنقد البناء، والقيادة، والعمل ضمن فريق، والتعاون، وقبول الآخرين، وروح المبادرة. وأمَّا الشخصية الفاعلة في المجتمع هي الشخصية المشاركة بصورة إيجابية في العمل التطوعي وإنجاز المشاريع، والمنتجة وفقاً للأهداف المرغوبة". وقال العلوي أيضاً "إن أفضل طريقة لتحسين النضج الوجداني هي الوعي بالذات من خلال تقبل الذات كما هي عليه، وتقبل الذات لا يعني موافقتها على ما هي عليه دائماً وإنما هي مرحلة مهمة يبدأ منها الشخص التغيير للأفضل، حيث يتعاون مع الآخرين ويتجنب المشاكل معهم والبعد عن السيطرة والتحكم في الآخرين، وعليه يجب على الفرد أن يتجنب المواقف التي تظهر أسوأ ما فيه، ويحرص أن يبقي نفسه في المواقف التي تظهر أحسن وأفضل ما فيه". وحثَّ الطلبة على "أهمية استبدال المشاعر السلبية بمشاعر أخرى إيجابية، مثل: تحويل الإحباط إلى تشجيع، والتشاؤم إلى تفاؤل، والخوف إلى الأمان، والتوتر إلى الاسترخاء، والظلم إلى الإنصاف، والوحدة إلى التواصل، والتجاهل إلى الاهتمام". وتأتي هذه المحاضرة ضمن برنامج مهارات الحياة الذي تنظمه دائرة التوجيه والإرشاد في جامعة البحرين وتهدف من خلاله إلى تنمية مهارات العمل تحت الضغوط، والتعايش مع الآخرين، ومهارة العمل التطوعي عند الطلبة.