فاس- حميد بنعبدالله
أكد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن التعليم الخاص يحتل موقعًا استراتيجيًا في المنظومة التعليمية، بعدما أصبح شريكًا أساسيًا في تقديم عرض تربوي وتعليمي مهم، يساهم في الرقي بالتعليم المغربي إلى مستويات أرقى تنافس نظيره في دول أخرى، داعيًا إلى تعزيز الشراكة مع التعليم الخاص وتقويتها وتمكينه من الاضطلاع بأدواره.
وأوضح الخلفي، في مداخلته بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الثامن لمؤسسات التعليم المدرسي الخصوصي في المركب الثقافي والإداري التابع لوزارة الأوقاف في مكناس، أن هذا النوع من التعليم أضحى محط ثقة المغاربة، لم يعد يقتصر على الطبقة الوسطى، بل أصبح يكتسي أولوية عند أغلبية الأسر المغربية.
وأضاف الوزير أن اهتمام المغاربة بهذا التعليم يعود إلى التطور الذي شهده على مستوى الحكامة والإدارة التربوية والأداء التربوي وتتبع جودة العرض التعليمي المقدم، مؤكدًا أن نسبة المتمدرسين في التعليم الابتدائي الخاص انتقلت خلال 13 عامًا، بين 2000 و2013، من أقل من 5 % إلى نحو 14%.
وذكَّر وزير الاتصال المغربي، بما مرّ منه التعليم الخاص في المغرب، من "مسار عريق عرف فيه تطورًا حيًا ومجتمعيًا"، داعيًا إلى تعزيز الشراكة مع التعليم الخاص وتقويتها وتمكينه من الاضطلاع بأدواره، إما بنقل المعارف أو التأهيل على المهارات أو التربية على القيم.
وأشار، في معرض كلمته بتلك المناسبة، إلى أن المغرب كان دائمًا برصيده التاريخي يؤمن بالدور الأساسي للتعليم الخاص في العملية التربوية ويقدم عرضًا تربويات متكاملاً يتفاعل مع المنظومة الوطنية التعليمية، وفي الوقت نفسه يقدم عرضًا له خصوصيته بالنظر إلى حاجات المجتمع.
وأكد الكاتب العام لقطاع التكوين المهني في وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، جمال الدين العلوة، أن إدماج التكوين المهني في قطاع التربية الوطنية من شأنه الرقي بالقطاعين وتيسير التكامل بينهما حتى "نجعل من المسار المهني مسارًا متميزًا واختياريًا يمكن أبناءنا من التكوين لولوج سوق الشغل".
وأضاف، في مداخلته في اللقاء نفسه، أن هذا الاندماج سيمكن من الحدّ من الهدر المدرسي عبر وضع نظام للتوجيه المدرسي والمهني، مؤكدًا أن التكوين المهني الخاص يشكل نسبة 23% من مجموع المتمدرسين، الذي يتابعون تكوينهم بمختلف المؤسسات سواء العمومية أو الخاصة، مبرزًا أنه سيتم هيكلة هذا النوع من التكوين وتشجيعه في إطار مشروع إصلاح التكوين المهني.
وأوضح مدير الأكاديمية الجهوية للتعليم لمنطقة مكناس- تافيلالت، محمد جاي منصوري، في كلمته في اللقاء نفسه، أن التعليم الخصوصي "رافد أساسي وشريك في قضية التربية الوطنية وجزء لا يتجزأ منها"، معتبرًا أن التعليم مشتل لتربية الأجيال والموارد البشرية وللرأسمال اللامادي.
وأبرز مدير الارتقاء بالتعليم المدرسي الخصوصي والأولي في وزارة التعليم، مرزاقي بنداود، الدور الأساسي الذي يضطلع به التعليم الخصوصي منذ العشرينات من القرن الماضي، مؤكدًا أن دور هذا التعليم يدخل في إطار تنويع العرض المدرسي، وأن "التدافع والتنافس" الحاصل بين التعليم العام والخصوصي يساهم في إفراز جودة في المنتوج التربوي.