أبوظبي ـ وكالات
الفروقات الفردية بين الطلبة، وتصرفاتهم السلبية، وكثرة الأعباء الدراسية التي يُلزم بها المعلم، وغيرها من الأمور الكثيرة، كلها تضع المعلم أمام ضغوطات كثيرة، يتطلب التعامل معها مرونة وحنكة، لكي لا تتراكم هذه الضغوطات على نفسية المعلم، وتحجبه عن الإبداع والابتكار في تطوير أساليبه التدريسية وتنويع مصادره لإثراء واقعه التدريسي وإفادة الطلبة، تفادياً لأن تصبح الحصة الدراسة روتينية وغير محفزة للطالب، وكما يبدو فإن لإمكانيات المدارس ومرافقها وأدواتها التعليمية المختلفة دوراً في هذا المجال. عن هذا الموضوع بالتحديد، أردنا التحدث بلسان المعلمين، لنتعرف على آلياتهم المختلفة في مجابهة ضغوطات التدريس كما يجب، إذ يقول ربيع شعبان معلم، إن المعلمين يعيشون كثيراً من الضغوطات، فهم ليسوا بمعزل عن المجتمع وما يحيط به، وإن علاقتهم بالطلبة لا تقتصر على تقديم المادة الدراسية، فهم يساهمون في القضاء على الفروقات الفردية بين الطلبة. وحل مشكلاتهم الاجتماعية والدراسية، مشيراً إلى أن بعض الطلبة قد يعاني من مشكلات اجتماعية وأسرية تؤثر على مستوياتهم الدراسية، وبالتالي تحتم على المعلم التدخل لإيجاد وسيلة تخرج الطالب من الأحداث التي تؤرقه. ويضيف إن كثرة مشكلات الطلبة داخل الفصل والمدرسة، وسلوكياتهم الخاطئة التي يمارسها البعض تزيد من أعباء المعلم، وتصعب مهمته، وتستنزف جهده ووقته، خصوصاً وأنه مقيد بوقت زمني محدد، ومنهج مقسم على أيام، واختبارات ومسؤوليات متعددة، لافتاً إلى أن المعلم إن لم يستطع التخلص من المشكلات بسلاسة ومرونة، سيجد أن أيامه في المدرسة ثقيلة، وربما يؤثر ذلك على نفسيته وسلوكياته مع الطلبة والمعلمين. أما سيد عبدالمنعم، معلم، فيؤكد أن هناك أعباءً كبيرة تقع على المعلم، تبرز عادة في بداية العام الدراسي، خصوصاً لدى المعلمين العرب المقيمين في الدولة، الذين يسعون بداية العام إلى المواءمة بين الاستقرار النفسي والعائلي، وأداء الواجبات المدرسية في توزيع الطلبة على الفصول وتجهيز الفصول الدراسية وجداول الحصص، ومناقشة الخطط والفعاليات والتغيرات الجديدة التي تحرص المدرسة على تطبيقها مع انطلاقة كل عام دراسي. ويشير إلى أن البيئة الدراسية لها دور كبير في دفع المعلم نحو الإبداع في عمله، فمتى كانت المرافق التعليمية وإمكانياتها المادية مكتملة إلى حد يخفف العبء عن المعلم، وتسهل عملية إيصال المعلومة للطالب، وكانت المساحة مناسبة ومريحة في الصفوف ليكون لكل طالب ومعلم مساحة كافية، فإن هذه المقومات تزيد عطاء المعلم، وتقلل الأعباء والضغوطات النفسية التي من الممكن أن يعاني منها. وفي السياق ذاته، يقول المعلم محمد مصطفى إن أعباء التدريس كثيرة، ولا يقتصر وجودها على البيئة المدرسية، فالصعوبات التي يواجهها المعلم تتكرر مع بداية الفصل الدراسي وفي نهايته، وتزداد الأعباء إن كان المعلم يعاني من مشكلات أو ظروف أسرية، لافتاً إلى أن بعض الأيام الدراسية يمكن للمعلم أن يوفق فيها بين واجباته الأسرية والمدرسية، لكن في أيام أخرى يشعر أنه محاط بأعباء تفوق طاقته. ويؤكد أنه لولا وجود المختبرات المجهزة، بأحدث الوسائل التعليمية والمكتبات بمساحاتها الواسعة، لتضاعفت جهود المعلم، وأصبحت الأعباء خارج نطاق إمكانياته وسيطرته، فالإمكانيات المادية التي توفرها الوزارة بدعم وتوجيه من القيادة الحكيمة، في مدارس الدولة المختلفة، حتماً تقلل من الأعباء الملقاة على عاتق المعلمين والضغوطات المتوقع أن يعيشها المعلم واقعاً في التدريس، لأنها تعتبر بمثابة الأذرع المساعدة في العمل التربوي التعليمي الشاق نسبياً.