واشنطن ـ المغرب اليوم
أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتحدثون لغتين أدمغتهم أكثر كفاءة من أولئك الذي يتحدثون لغة واحدة فقط، ويعتقد الخبراء أن ذلك يفسر سبب قدرة دماغ ثنائي اللغة على درء علامات الشيخوخة المعرفية أو الخرف، وفحص باحثون من جامعة مونتريال كيفية عمل المخ لدى كبار السن ممن يتحدثون لغة واحدة مقابل ثنائي اللغة، وتشير النتائج إلى أن قضاء سنوات مع ثنائية اللغة تغير كيفية تنفيذ الدماغ للمهام التي تتطلب التركيز على قطعة من المعلومات دون تشتيت.
وطلب الباحثون مجموعتين من كبار السن أداء مهام شملت على التركيز على معلومات بصرية مثل لون عنصر ما وتجاهل المعلومات المكانية مثل مكان العنصر، وتم إجراء مسح ضوئي لأدمغة المبحوثين أثناء إجراء هذه المهام، ووجد الباحثون أن أدمغة أحادي اللغة خصصت مناطق محددة من المخ ترتبط بالوظيفة البصرية والحركية وسيطرة التدخل والتي تقع في الفص الجبهي، ما يعني أن أحاديي اللغة يحتاجون إلى توظيف مناطق متعددة في الدماغ للقيام بهذه المهام، وفي المقابل كانت دماغ ثنائي اللغة أكثر كفاءة ووظفت فقط مناطق المعالجة البصرية في الدماغ.
وأوضحت الدكتورة آنا أنسالدو " بعد سنوات من دراسة التداخل بين لغتين أصبحت ثنائيو اللغة خبراء في اختيار المعلومات ذات الصلة وتجاهل المعلومات التي يمكن أن تصرفهم عن المهمة، وفي هذه الحالة أظهر ثنائيو اللغة ربط عالي بين مناطق المعالجة البصرية التي تقع في الجزء الخلفي من الدماغ، وتتخصص هذه المنطقة في الكشف عن الخصائص البصري للأشياء، وبالتالي فهي مخصصة للمهمة المستخدمة في الدراسة، وتشير هذه البيانات إلى أن دماغ ثنايي اللغة أكثر كفاءة واقتصادا في تجنيد المناطق المخصصة فقط "، ويمنح ذلك ثنائي اللغة فائدتين الأولى أن المعالجة الأكثر مركزية تحفظ الموارد مقارنة بدماغ أحاديي اللغة، والفائدة الثانية هي أن ثنائي اللغة حققوا المهمة دون استخدام المناطق الأمامية للدماغ والتي هي عرضة للشيخوخة.
ويفسر ذلك سبب كون دماغ ثنائي اللغة مجهزة بشكل أفضل لدرء علامات الشيخوخة المعرفية أو الخرف، وأضافت أنسالدو " لاحظت أن ثنائية اللغة لها تأثير ملموس على وظيفة الدماغ وأن ذلك له تأثير إيجابي على الشيخوخة المعرفية، نحن الأن بحاجة إلى دراسة تترجم هذه الوظيفة إلى الحياة اليومية مثلا عندما نركز على مصدر واحد من المعلومات دون غيره وهو ما يتعين علينا القيام به يوميا، ولم نكتشف حتى الأن كل فوائد ثنائية اللغة".