الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أكّد القيادي في حزب "الاتحاد الاشتراكي"، ومدير جرائد حزب "الوردة"، عبدالهادي خيرات، في شأن الهجوم الذي عرفته أكبر مؤسسة إعلامية في المغرب، والتي يشهد لها بنضالها، (أكّد) أنَّ ما قام به، الأربعاء، الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، ومجموعة من المحسوبين عليه من المكتب السياسي، في مقر جرائد الحزب، يعتبر احتلالاً، وجريمة يعاقب عليها القانون، مستغربًا كيف يقوم محام (في إشارة لإدريس لشكر)، بمثل هذه التصرفات.
وكشف خيرات، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، أنه "أمام الهجوم المسلح، الذي شهده مقر الجريدتين، بعد ظهر الأربعاء، والذي أرهب العاملين والصحافيين، وهي العملية الاستباقية لمجيء المدير الجديد، الذي عينه لشكر، اتصل ببعض الصحافيين والإداريين والتقنيين وعاملي المطبعة، ممن يتحملون مسؤوليات، وأخبرهم بأنَّ عدد الخميس من الجريدتين سيحتجب عن الصدور".
وأبرز أنه "ما قام به لشكر، يعتبر جريمة، وهو الشيء الذي جعله يخطر وكيل الملك، لاسيّما أنَّ ما حدث من طرف إدريس لشكر، ومرافقين له، عند مهاجمتهم لمقر الجريدة، يعتبر حسب القانون احتلال ملك الغير، الذي يضم مستندات ووثائق خاصة، وأرشيف وأغراض العاملين لدى الجريدة".
وأضاف خيرات، أنه تم إشعار رجال الأمن، الذين حضروا في الحين، وقاموا بمعاينة الواقعة. كما قام بإخبار وكيل الملك بقرار إيقاف الإصدار، تحسبًا لكل الطوارئ، واستباقًا لمحاولة فرض الأمر الواقع عليه.
وعن قرار التوقيف، أكّد خيرات أنه "بالفعل استلم قرار التوقيف من إدارة جرائد الحزب من طرف عون قضائي، وتعيين الحبيب المالكي مديرًا للجريدتين"، معتبرًا أنَّ "هذا القرار لا سند قانوني له، ولا يلزمه في شيء"، وفقًا لتعبيره.
وفي شأن حجب الجريدتين، أوضح خيرات أنه "فعلاً قرر إيقاف إصدار جريدتي (الاتحاد الاشتراكي) و(ليبيراسيون)، بصفته مديرًا للنشر ابتداء، من الخميس"، مبرزًا أنه "أخبر وكيل الملك بهذا التوقيف، ولن يستأنف العمل إلا بعد إنهاء عرقلة السير الاعتيادي للجريدتين، من طرف لشكر وأتباعه".
يذكر أنه غادر العاملون في جريدتي "الاتحاد الاشتراكي" و"ليبراسيون"، صحافيين وإداريين وتقنيين وعاملين، مقر عملهم، مساء الأربعاء، تاركين عضو المكتب السياسي، ورئيس اللجنة الإدارية لحزب "الاتحاد الاشتراكي" حبيب المالكي، الذي عيّنه إدريس لشكر مديرًا للجريدتين، خلفًا لعبد الهادي خيرات، ينتظر طبع الجريدتين، ومباشرة عمله كمدير جديد، مستغلاً غياب المسؤولين.
وخلق خبر إيقاف إصدار الصحيفتين نوعًا من القلق في أوساط العاملين على مصيرهم أمام لعبة "الذراع الحديدية"، التي تجري أطوارها منذ مدة، بين لشكر وخيرات.