الرباط - الدار البيضاء
متسائلة حول دواعي محدودية تغطية قنوات القطب العمومي لعملية "فتح معبر الكركارات"، لا تزال أنظار المغاربة متراوحة بين الجرائد والقنوات الدولية، لبحث تطورات القضية التي تنذر بتحولات جديدة، تفتح باب مختلف الاحتمالات.
وباستثناء بعض التغطيات المباشرة من القناة الثانية، غابت القناة الوطنية الأولى عن موقع الحدث، فيما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بشائعات قصف وهزائم بثتها "البوليساريو"، وجعلت الجميع ينتظر القنوات الأجنبية لبث الحقيقة.
وأمام "الصمت"، عملت الأذرع الإعلامية لجبهة "البوليساريو" على نشر معطيات تفيد حدوث مواجهات بينها والجيش المغربي؛ وهو الأمر الذي تنفيه صفحات مقربة من القوات المسلحة، مؤكدة أن المعطيات المتوفرة تفيد فرارا وتدميرا من جهة واحدة.
وإلى حدود كتابة هذه الأسطر، تظل الأسئلة عالقة بين عدم تهويل دخول الكركارات والاحتفاظ بها عملية سلمية أعادت فتح الطريق أمام التجارة، وكذا عدم الرغبة في مزيد من التجييش لصالح الانتصار وتفادي سيناريوهات غير مفيدة.
الشرقي الخطري، دكتور في العلوم السياسية والإعلام، اعتبر أن المغرب اتجه نحو سياسة إعلامية ضبطية، ولم يختر تضخيم الأمور، وتفادي ما يروج عبر منصات التواصل الاجتماعي، خصوصا أنها احتضنت معلومات وصورا غير دقيقة.
وبالنسبة للخطري، فالإعلام العمومي مطالب بلعب أدوار جديدة، خصوصا أمام سرعة تدفق المعلومات، داعيا إياه إلى تجاوز الأنماط التقليدية في معالجة الأخبار، وزاد: الوضع الراهن يفرض وجود إعلام يحاجج بقوة إلى جانب الموقف الرسمي، على جميع المستويات.
وأضاف الأستاذ الجامعي، في تصريح لجريدة هسبريس، أن القنوات الرسمية تحتاج تحليلا وإخبارا جيدين للمواطنين، مسجلا أنه لو كانت هناك تغطيات مباشرة لما انتشرت الأخبار الزائفة، التي تصدرت أحيانا مواقع التواصل الاجتماعي.
وزاد الخطري قائلا: هذا ليس وقت تعتيم المعلومة، فالأخبار إن لم تعرضها سيأتي بها المواطن من الجهة الأخرى، مؤكدا أن الحتمية الإعلامية تفرض التغطية وإبراز الموقف القوي، خصوصا على مستوى اللغة النصية التي يتنافس حولها الجميع.
قد يهمك ايضا: