الرئيسية » تحقيقات وملفات

برلين ـ وكالات

لا يثير إنتاج الوقود الحيوي من المحاصيل الزراعية الجدل فقط حول ما إذا كانت الأولوية تعطى للغذاء أم للوقود، إنما أيضا حول التهديد الذي يمثله إنتاج الطاقة بذلك الأسلوب بالنسبة للتنوع البيولوجي.قام أكثر من مائتي عالم أمريكي بالتعبير عن غضبهم عبر رسالة احتجاج إلى إدارة الرئيس أوباما الخريف الماضي، إذ لم يكن علماء البيئة وعلماء الأحياء والغابات يشعرون بالرضا عن خطط السلطات للتوسع في زراعة نوعين من الأعشاب بهدف إنتاج الوقود الحيوي. وطالب العلماء في رسالتهم بضرورة منع انتشار هذه النباتات على نطاق واسع، وإلا يمكن انتظار وقوع نوع جديد من الكوارث في المستقبل.ويذكر العلماء في هذا السياقبعض النباتات المتسلقة التي تم جلبها من القارة الآسيوية بغرض استخدامها كعلف للحيوانات، فانتشرت إثر ذلك في جنوب الولايات المتحدة وأصبحت تنمو على النباتات والأشجار لتقضي عليها بالتدريج.خبراء أمريكيون يعملون لمكافحة القصب العملاق خبراء أمريكيون يعملون على مكافحة القصب العملاق وما يشغل المختصين بشكل رئيسي نباتات القصب العملاقة (Giant Reed) وأعشاب الفيلوهي أنواع لا تنمو أساسا في القارة الأمريكية وإنما منشأها الأصلي في آسيا أو أفريقيا. وهناك في موطنها الأصلي لم تتمكن تلك النباتات من الانتشار على نطاق واسع نسبة لوجود أنواع نباتية أخرى منافسة، وأيضا لوجود الفيلة التي تقتات عليها. وبسبب نموها السريع على التربة الفقيرة تعتبر نباتات القصب العملاقة وأعشاب الفيل مثالية لإنتاج الوقود. وهذه الصفات بالذات تتيح لتلك الأعشاب النمو بسرعة والانتشار على مساحات ضخمة دون قيود. وبحسب الخبراء في "جمعية علوم الحشائش الأمريكية" فإن كلتا العشبتين تنتميان إلى فصيلة الأعشاب "الغازية"، وهي النباتات المستجلبة التي تفرض وجودها بقوة في الأرض التي تنتقل إليها، وتتسبب بذلك في تراجع النباتات الأصلية في المنطقة، وبالتالي في إلحاق أضرار بالغة بالتنوع البيولوجي في المنطقة المعنية. ومثلاً يتوقف نمو بعض الأنواع الأصلية فيالولايات المتحدة كل عام بسبب عدم وجود المساحة الكافية لها، وكذلك لنقص الضوء والمواد المغذيةفي التربة. ووفقا لتقديرات الخبراء تحتل النباتية "الغازية" الآن حوالي 700ألف فدان من الأراضي في الولايات المتحدة، الأمر الذي تسببفي خسارة تقدر بمليارات الدولارات. وفي رسالتهم دعا الباحثون للتدخل في الوقت الملائم، لأن هذا أجدى وأقل تكلفة بكثير من محاولة معالجة الوضع بعد "الغزو النباتي".جلب الفيل الأفريقي إلى أستراليا لمكافحة الحشائش ، هل هي خطة سخيفة؟ جلب الفيل الأفريقي إلى أستراليا لمكافحة الحشائش ، هل هي خطة سخيفة؟ لكن الكثير من الدول لم تنجح في ذلك كما في حالة استراليا على سبيل المثال، فذلك البلد عانى بشده من مشكلة "الأعشاب الغازية" وهو الأمر الذي حدا بأستاذ علم النبات في جامعة تسمانيا دافيد بومان إلى تقديم اقتراح جاد في مجلة "الطبيعة" العلمية مفاده الاستفادة من الفيلة للتخلص من الأعشاب الضارة. وتعتبر عشبةغامبا التي تنتشر في السافانا الأسترالية، كبيرة الحجم بحيث لا تصلح كغذاء بالنسبةلحيوانات الكنغارو والأبقار والجواميس، ولكنها تصلح في المقابل كغذاء للفيلة وفقا للأستاذ بومان. وبالرغم من أن اقتراحه قوبل بالرفض، لكنه يدل على الوضع الحرج في بعض الأماكن.ولا تقتصر فكرة استخدام النباتات سريعة النمو لإنتاج الوقود على الأمريكيين، فالبرازيليون أيضا يسيرون في ذات الاتجاه، حيث يتم إنتاج 47.5 في المائة من الطاقة الأولية من مصادر الطاقة المتجددة. وبالمقارنةمع قصب السكر وفول الصويا فإن أعشاب الفيل لا تمثل حتى الآن إلا جزءا ضئيلا من محاصيل الطاقة كما تقول سارة كوفاتش من "المعهد المستقل للقضايا البيئية" في برلين، حيث عملت بالتعاون مع الباحث رينيه تسيمر في مشروع بحثي خاص بزراعة محاصيلالطاقة في البرازيل. كفاءة عالية في إنتاج الكتلة الحيويةمحاولات للسيطرة على زحف الأعشاب الضارة محاولات للسيطرة على زحف الأعشاب الضارة لكنإذا ترك الأمر بيدكارلوس أندرسون مارافون وغيره من الباحثين الزراعيين في مؤسسة إمبرابا البرازيلية للأبحاث، فلا مانع إطلاقا من التوسع في زراعة أعشاب الفيل لتميزها بالقدرة على النمو السريع، إذ يمكن على هكتار واحد فقط من الأرض إنتاج 40 طنا من الكتلة الحيوية، وهذا يفوق كثيراقصب السكر (15 إلى 20 طنا) أو الكافور (10 إلى 15 طنا). لذا اقترح الباحثون في إمبرابا في مقال لهم نشر العام الماضي أعشاب الفيل كمصدر جديد وواعد للطاقة، حيث لا يمكن استخدامه كوقود صلب فحسب، ولكن أيضا في إنتاج الإيثانول كما يوضح الخبراء الزراعيون. وحتى الآن هناك محطة واحدة للطاقة الحرارية تقع في شمال شرق البرازيل وتستخدم أعشاب الفيل للحصول على الطاقة. تبلغ مساحة تلك المحطة 4 آلاف هكتارا، وتنتج 30 ميغاواط من الطاقة الكهربائية من أعشاب الفيل. هناك أيضا بعض الشركات الصغيرة التي تستخدم العشب المضغوط في كرات أو قوالب كوقود لتشغيل الأفران، وهذا الاستخدام يبدو جذابا بشكل خاص في صناعة السيراميك، إذ أن استمرار الحفاظ على مستوى حرارة الأفران في مصانع السيراميك المتوسطة الحجم، يتطلب زرع أرض تبلغ مساحتهاحوالي 100 هكتارا بأعشاب الفيل، ويمكن أن تحصد نفس المساحة عدة مرات في السنة الواحدة.تساعد نباتات مثل أعشاب الفيل في الحصول على الكتلة الحيوية بسرعة، لكنها تتسبب في سلسلة من المشاكل، وبالرغم من الحماس الكبير لزراعة المحاصيل المناسبة لإنتاج الوقود الحيوي، لا بد من أن يتم التحقق قبل ذلك بشكل دقيق من نوعية النباتات المناسبة بالفعل على المدى الطويل. وكما يقول تيم لو عالم الأحياء في معهد الأنواعالغازيةالاسترالي: "يلقى انتاج الوقود الحيوي حماسا ودعما كبيرين، لأنه يعد بتقديم حل لمشكلة عالمية. وبناء على ذلك فإنه يتم التغاضي عن خطر انتشار محاصيل الطاقة بشكل مفرط وخارج عن السيطرة، ويتم كذلك في كثير منالأحيان الاستهانة بالتبعات الخطيرة المترتبة على ذلك."تقييم المخاطر بدقة لتجنب مخاطر الأعشاب الضارة الخبير البيولوجي الاسترالي تيم لو الخبير البيولوجي الاسترالي تيم لووبالنسبة للنباتات المعدلة وراثيا، تتم دراسة التبعات البيئية المترتبة على زراعتها. ولا بد أيضا من تقييم المخاطر قبل إدخال زراعة نباتات جديدة على أية منطقة، وحظر زراعتها في حالة الضرورة بحسب ما يرى عالم الأحياء تيم لو. وفي السياق نفسه، اتخذت إحدى الولايات الاسترالية قرارا بحظر زراعة محصول من محاصيل الطاقة وهو "الجاتروفا"، وذلك لأنها أدرجت ضمن قائمة الأعشاب الضارة. لكن ولحسن الحظ -كما يرى عالم الأحياء تيم لو- توجد مجموعة واسعة من محاصيل الطاقة، "ويمكن لكل دولة اختيار الأنواع النباتية الأصلية المناسبة لإنتاج الوقود الحيوي والتي لا تشكل أي ضرر على البيئة الأصلية، ومن هنا ينبغي تحديد تلك النباتات بدقة." ويتوافق رأي العالم السابق مع رأي المنظمات الدولية لحماية البيئة، والتي تضع تنظر بتحفظ إلى مسألة استجلاب نباتات إلى منطقة ما بغرض إنتاج الطاقة الحيوية. وبحسب ما خلص إليه فرع منظمة السلام الأخضر Greenpeaceفي البرازيل وأيضا الصندوق العالمي لحماية الطبيعة WWF ، فإن إنتاج ​الوقود الحيوي يكون مفيدا، إذا كانت محاصيل الطاقة تزرع بأسلوبمستدام ورفيق بصحة البيئة.

View on casablancatoday.com

أخبار ذات صلة

هزة أرضية بقوة 4 درجات في إقليم الدريوش المغربي
تسجيل هزتين أرضيتين في شمال المغرب
مياه‭ ‬المحيط‭ ‬تدخل‭ ‬منازل‭ ‬ودور‭ ‬ساكنة‭ ‬اشتوكة‭ ‬أيت‭ ‬باها
تقديم خمسة أشبال أمام زوار حديقة الحيوانات في الرباط
الهند نفوق عشرات السلاحف بعد تسميمها بشكل متعمد

اخر الاخبار

"الحرس الثوري الإيراني" يعيد انتشار فصائل موالية غرب العراق
الحكومة المغربية تُعلن أن مساهمة الموظفين في صندوق تدبير…
روسيا تُجدد موقف موسكو من الصحراء المغربية
الأمم المتحدة تؤكد دعمها للعملية السياسية لحل نزاع الصحراء

فن وموسيقى

أشرف عبد الباقي يتحدث عن كواليس "جولة أخيرة" ويؤكد…
وفاة الفنانة خديجة البيضاوية أيقونة فن "العيطة" الشعبي في…
كارول سماحة فَخُورة بأداء شخصية الشحرورة وتستعد لمهرجان الموسيقى…
شيرين عبد الوهاب فخورة بمشوارها الفني خلال الـ 20…

أخبار النجوم

أمير كرارة يحافظ على تواجده للعام العاشر على التوالى
أحمد السقا يلتقي جمهوره في الدورة الـ 41 من…
أنغام تستعد لطرح أغنيتين جديدتين بالتعاون مع إكرم حسني
إصابة شيرين عبدالوهاب بقطع في الرباط الصليبي

رياضة

أشرف حكيمي يوجه رسالة للمغاربة بعد الزلزال المدّمر
الإصابة تٌبعد المغربي أشرف بن شرقي عن اللعب مع…
المغربي حمد الله يقُود إتحاد جدة السعودي للتعادل مع…
كلوب يبرر استبدال محمد صلاح في هزيمة ليفربول

صحة وتغذية

فوائد صحية مذهلة مرتبطة بالقلب والمناعة للأطعمة ذات اللون…
النظام الغذائي الأطلسي يخفف من دهون البطن ويحسن الكوليسترول
بريطانيون يطورُون جهازًا جديدًا للكشف المبكر عن أمراض اللثة
اكتشاف مركب كيميائي يساعد على استعادة الرؤية مجددًا

الأخبار الأكثر قراءة