الرباط - الدار البيضاء اليوم
عاد ملف الماء الصالح للشرب بمدينة خريبكة إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، بعدما تكرر غياب المياه عن الصنابير طيلة ساعات الليل، ما أثار استياء عدد من السكان الذين يضطرون إلى تأجيل قضاء حوائجهم المرتبطة بالماء إلى الساعات الأولى من الصباح، إضافة إلى تذمرهم من تغير لون الماء بين الفينة والأخرى.
الانقطاع والتلوث والفواتير
قال عبد الرحيم سعيدون، أحد السكان المتضررين من الانقطاعات المتكررة للماء الشروب بخريبكة، إن “غياب الماء عن الصنابير طيلة الليلة، خلال الأيام القليلة الماضية، أصبح يشكل مصدر إزعاج للراغبين في قضاء بعض حاجياتهم، خاصة أن الأمر يتم دون سابق إعلام من طرف المصالح المختصة”.وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المشكل الثاني يرتبط بظهور قطرات ماء بنيّ اللون حين تعود تلك المادة الحيوية إلى الصنابير صباحًا، إضافة إلى الكمية الكبيرة من الهواء التي ترافق الماء الصالح للشرب، ما يتسبب في دوران عداد الماء وإجبار المستهلكين على أداء ثمن الهواء والمياه الملوثة”.
وأشار المشتكي إلى أنه “في وقت يُنصح بترشيد استهلاك الماء الصالح للشرب، يجد المواطن الخريبكي نفسه مجبرا على تبذير ذلك الماء الملوث، وانتظار وصول المياه الصافية عبر الصنابير”، مضيفا أن “الكمية الضائعة من الماء الصالح للشرب ترافقها فاتورة عن الاستهلاك من جهة، وتكاليف أخرى عن خدمات الصرف الصحي”.وأكد سعيدون أن “الماء الملوث بالأوحال يصيب سخان المياه بأضرار مهمة، كما يساهم في إفساد الأجهزة المنزلية الخاصة بتصفية المياه، إضافة إلى المشاكل التي تطرأ على مستوى قنوات المياه، ما يتسبب في تراجع صبيب الماء الشروب نتيجة تكدس الأوحال”.
وختم عبد الرحيم سعيدون تصريحه للجريدة بمطالبة المسؤولين عن تدبير الشأن المائي بخريبكة بضرورة “احترام المواطن من خلال إخباره بمواعيد انقطاع الماء الصالح للشرب، ليتزود بما يكفيه من تلك المادة الحيوية، مع العمل مستقبلا على إيجاد حل للهواء الذي يرفع نسبة الاستهلاك بشكل غير مقبول”.
أشغال تجديد شبكة التوزيع
في المقابل أوضح مسؤول في الإدارة الإقليمية للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بخريبكة أنه “يتم في الوقت الراهن إنجاز مشروع لتجديد شبكة توزيع الماء الشروب بالمدينة، بسبب تأكل القنوات والصمامات التي لم تعد تؤدي دورها بالشكل المطلوب، وأصبحت تؤثر سلبا على صبيب الماء وعملية تزويد الساكنة به”.
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن “الأشغال المذكورة شارفت على الانتهاء، إذ تم استبدال القنوات المتلاشية وربط القنوات الجديدة بشبكة التوزيع”، مشيرا إلى أن “المشروع وصل إلى المرحلة الأخيرة المرتبطة بتغيير الصمامات، ومن الضروري قطع الماء الصالح للشرب لإنجاز المطلوب”.وأوضح المسؤول أن “الواقفين وراء المشروع يتجنبون قطع الماء الصالح للشرب نهارا، إلا في بعض الحالات المحدودة، إذ يتم تغيير الصمامات نهارا في بعض الأحياء التي تضم عددا قليلا من السكان، فيما يُقطع الماء الشروب ليلا بالأحياء التي تضم حوالي 5000 أو 6000 عدّاد”، مشددا على أن “الانقطاع مؤقت وستعود الأمور إلى وضعها الطبيعي قريبا”.
وعن تغير لون المياه، أكد المصدر ذاته أن “الأمر راجع إلى المنشآت الداخلية للمواطنين، إذ تكون قنوات الماء متسخة، وحين ينقطع ويعود بضغط معين يتسبب في تفتت تلك الأوساخ، وبالتالي ظهورها في مياه الصنابير، في وقت يحرص الواقفون وراء أشغال تجديد شبكة التوزيع على استعمال قنوات وصمامات جديدة لضمان تزويد المنازل بالماء النقي”.وفي ما يخص الهواء الذي يرافق مياه الصنابير في الساعات الأولى من الصباح، أكد المسؤول ذاته أن “العدادات مخصصة لحساب كمية المياه المستهلكة فقط، ولا يمكن للهواء أن يتحكم فيها أو يرفع من الفاتورة الشهرية لاستهلاك الماء الصالح للشرب”.
قد يهمك أيضَا :