أبوظبي - المغرب اليوم
أكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور إبراهيم سيف أن الطاقة المتجددة لم "تعد ترفاً، بل أصبحت من خلال التقدم والتطور التكنولوجي، منافسة وأقل كلفة" للدول كثيفة الاعتماد على الطاقة المستوردة، مشيرا الى الجهود التي تضطلع بها الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" بالمساهمة بتعزيز أمن الطاقة لدى دولها الأعضاء.
وقال الوزير سيف الذي ترأس الجلسة المسائية للاجتماع السابع للوكالة الدولية للطاقة المتجددة بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، اليوم السبت، إن الأردن ينظر إلى بدائل الطاقة وخاصة الطاقة المتجددة، وترشيد استخدام الطاقة على أنها احد الحلول الممكنة لتساهم في خليط الطاقة الكلي وبالتالي التخفيف من حدة أزمة الطاقة التي نعيشها في الأردن.
وبين سيف في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع السابع أن كلفة الطاقة المستوردة في الأردن للعام الماضي شكلت نحو 10 بالمئة من الناتج المحلي الاجمالي، في حين وصلت في العام 2014 الى حوالي 18 بالمئة، منوها بتطوير الأردن خلال السنوات القليلة الماضية "بيئة تشريعية وتنظيمية جاذبة للاستثمار في مجال الطاقة المتجددة".
واعتبر ان تطور التشريعات في الأردن، مكن من تطوير مشاريع طاقة متجددة "طاقة شمسية ورياح" وصلت حالياً الى نحو 1500 ميجاوات ستساهم بنحو 20 بالمئة من الطاقة الكهربائية المولدة مع العام 2020 وبالتالي فقد نجح الأردن في تحقيق الهدف المنشود في الاستراتيجية الوطنية لقطاع الطاقة.
وقال إن البيئة التشريعية والمتمثلة بقانون الطاقة المتجددة، قد مكنت المؤسسات العامة والخاصة والمنازل والقطاعات التجارية والصناعية في الأردن من الاعتماد على أنظمة الطاقة المتجددة لتغطية استهلاكاتها من الطاقة الكهربائية وتخفيض فاتورة الكهرباء لديها.
وأشار إلى أن الدول المستوردة للطاقة باتت تواجه تحديات كبيرة وأعباء اقتصادية ضخمة نتيجة لما يشهده سوق الطاقة حالياً من احتياجات متزايدة للطاقة والتذبذب في أسعار النفط صعوداً أو هبوطاً، مؤكدا أهمية تنمية مصادر الطاقة المتجددة والبديلة كأحد الخيارات للتخفيف من هذه الأعباء وتحقيق الاستقرار وأمن التزود بالطاقة.
وقال إن الأردن يعتمد بنسبة 97 بالمئة على الطاقة المستوردة، ويعول كثيراً على تطور تكنولوجيا الطاقة المتجددة وخاصة أنظمة التخزين لمواجهة المعوقات التشغيلية والتذبذب في التوليد وتحقيق الاستقرار في النظام الكهربائي، مشيرا إلى اطلاق جولة جديدة الشهر الماضي للاستثمار في مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، باستطاعة اجمالية 300 ميجاوات وذلك بالتزامن مع مشروع توسعة الشبكة الكهربائية "الممر الأخضر".
وأوضح الوزير سيف أن هذه الجولة من المشاريع مفتوحة لجميع المطورين للمشاريع لغاية منتصف شهر شباط المقبل لاستلام طلبات الاهتمام والسير في اختيار الشركات المؤهلة لهذه الجولة واستكمال الإجراءات وفقا للتشريعات النافذة، حيث من المخطط له أن تكون هذه المشاريع عاملة مع العام 2020.
وقال إن الأردن وكعضو مؤسس ودائم في آيرينا يتطلع الى مزيد من التعاون مع الدول الأعضاء من خلال الوكالة وسيواصل الأردن جهوده في دعم كافة المبادرات والبرامج التي تعدها الوكالة في سبيل تعزيز فرص التعاون المتوازن بين الدول الأعضاء.
ونوه الوزير سيف بالدور الكبير الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة، في دعم الجهود الدولية بالطاقة المتجددة ودعم جهود الوكالة، معربا خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية عن تعازيه لدولة الإمارات، باستشهاد 5 من موظفي الإغاثة الإماراتيين في هجوم إرهابي آثم وقع في مقر والي قندهار الأسبوع الماضي، لدى تدشين مشاريع تنموية وانسانية إماراتية.