واشنطن ـ المغرب اليوم
في عمق غابات الامازون الغربية المطيرة تعيش فراشات تشرب من دموع السلاحف. مع أن الأمر يبدو وكأنه رواية من روايات الخيال، إلا أنه واقع من عجائب الطبيعة.
في مشهدا غير عادي - تجتمع أسراب من الفراشات حول عيون السلاحف في النهر الأصفر، في محاولة للحصول على رشفة تروي بها عطشها. السلاحف المسكينة تحاول جاهدة إبعادها، ولكن هذه الفراشات العنيدة لا تبتعد عنها حتى تشبع من دموعها.
ونقل موقع "لايف ساينس" عن فيل توريس، وهو عالم في مركز تامبوباتا للبحوث في بيرو، قوله أن الفراشات تنجذب إلى دموع السلاحف، لأن قطرات السائل تحتوي على الصوديوم والمعادن التي تندر في منطقة الأمازون الغربية. بينما تحصل السلاحف على الكثير من مادة الصوديوم من خلال نظامها الغذائي كونها من آكلة اللحوم، و الفراشات العشبية تحتاج إلى مصادر معدنية إضافية.
وأوضح توريس أن غابات الأمازون الغربية المطيرة تقع على بعد أكثر من 1000 ميلا من المحيط الأطلسي – الذي يعتبر المصدر الرئيسي للأملاح. كما أن المنطقة بعيدة عن المصادر المعدنية المتوفرة في جبال الانديز. ومعظم هذه المعادن التي يحملها الهواء يقضي عليها المطر قبل أن تتاح لها الفرصة للوصول إلى غرب الأمازون. هذه العوامل تؤدي إلى انخفاض شديد في مستويات الصوديوم. وبالتالي فإن الفراشات توجهت إلى أفضل مصدر متاح أمامها وهو دموع السلاحف وبول الحيوانات، والوحل في ضفاف النهر والبرك، والملابس التي تفوح منها رائحة العرق.
ويقول توريس أنه من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت السلاحف تتضرر أو تتألم من هذه العملية. لكنه لا يتوقع أن هذا الأمر سيضر بهذه البرمائيات الكبيرة. ولكنها على الأرجح قد تعيق رؤيتها لدقائق مما يجعلها عرضة للفرائس.