ايسلامورادا - أ.ف.ب
خرج عالم المحيطات الفرنسي فابيان كوستو مبتسما لكن "تعبا" الى الهواء الطلق الاربعاء بعدما امضى 31 يوما في اعماق مياه فلوريدا في مختبر بحري من اجل العلم وتكريما لجده الشهير.وقال فابيان كوستو 46 عاما حفيد جان-ايف كوستو (توفي العام 1997) الذي قام بالانجاز نفسه قبل 50 عاما تقريبا لكن لمدة 30 يوما فقط "ان المهمة شكلت نجاحا رائعا من جوانب عدة".وقد عاد المستكشف "السعيد بهذا النجاح والمتعب بعد هذه الايام ال31" الى اليابسة على شاطئ ايسلامورادا وهي جزيرة في اقصى جنوب فلوريدا (جنوب شرق الولايات المتحدة).وامضى كوستو وطاقمه الذين انضم اليهم علماء ومصورون 31 يوما في مختبر "اكواريوس" الذي يأخذ شكل حافلة مدرسية طولها حوالى عشرين مترا على عمق 20 مترا تقريبا قبالة كي لارغو احدى جزر ارخبيل كيز جنوب ميامي.
وهذا المشروع العلمي الذي سمي "مهمة 31" كان يهدف لدراسة تأثير التغير المناخي وتلوث المياه على فلوريدا فضلا عن اختبار التأثير النفسي للعيش في اعماق البحار.
وقال فابيان كوستو لوكالة فرانس برس ان المهمة جمعت "معلومات اكثر مما كنا نتخيل" لكن الاهم يبقى "اننا اثرنا بكثير من الناس" لتشاطر الشغف بالمحيطات معهم.وكان مختبر "اكواريوس" الذي تعود ملكيته للجامعة الدولية في فلوريدا مجهزا بتكنولوجيا متطورة جدا وبخدمة الانترنت مما سمح للفريق بالبقاء على تواصل مستمر مع العالم الخارجي.وقد نظمت جلسات تربوية مع مدارس ومتاحف واحواض بحرية خلال مدة المهمة.واوضح عالم المحيطات الفرنسي "انها اول مهمة كوستو تتمكن من تشاطر يومياتها. كان الامر غريبا لكنه ممتع جدا".
وكان الباحثون يخرجون باستمرار من المختبر لجمع العينات ومراقبة الثروة الحيوانية البحرية.
وقال فابيان كوستو ان العودة الى اليابسة خلفت عنده شعورا متناقضا من الفرح والحزن لانه "كان من الصعب مغادرة مكان فريد كهذا" مع الكثير من الحيوانات البحرية مثل اسماك القرش والباراكودا وغيرها.والمحطة المقبلة لهذه المهمة هو تحليل البيانات التي جمعت لدراسة التغير المناخي وارتفاع حموضة المحيطات وتصرفات الحيوانات البحرية.وسيعمل الفريق على تحليل مشاهد صورت خلال المهمة والتي ستشكل مادة لفيلم وثائقي لاحقا على ما اوضح المستكشف الفرنسي.ولم يستبعد فابيان كسوتو فكرة تنفيذ "مهمة 32" في المستقبل.
وقبل خمسين عاما في سنة 1963 امضى جده جان-ايف كوستو مع فريقه 30 يوما على عمق حوالى عشرة امتار في مياه البحر الاحمر في مهمة كانت محور فيلم وثائقي بعنوان "عالم من دون شمس" الذي حاز جائزة اوسكار افضل فيلم وثائقي العام 1965.وقبل غوصه في اعماق البحر قال فابيان كوستو في مقابلة مع وكالة فرانس برس ان المهمة الممتدة على 31 يوما "لها دلالات رمزية" في اشارة الى انجاز جده السابق. واوضح انه في كل مرة يغوص فيها ينتابه "شعور بالسعادة الصرفة.. شعور بالسلام".