مرسيليا ـ إ ف ي
عاد الى الحياة فيروس عملاق بعد نحو 30 ألف سنة من السبات مثيرًا مخاوف من أن تزايد عمليات الاستخراج والتنقيب عن النفط في شمال الكرة الأرضية يمكن أن يوقظ حياة جرثومية نائمة قد تلحق ضررًا بالانسان ذات يوم. وعثر علماء فرنسيون على الفيروس متجمداً في طبقة عميقة تحت الأرض في سهوب سيبيريا، ولكنه أصبح معديًا من جديد بعد ايقاظه من سباته في المختبر. وقال البروفيسور جان ماري كلافيري رئيس فريق العلماء من المركز الوطني للأبحاث العلمية في جامعة ايكس مرسيليا 'إن هذه المرة الاولى التي نرى فيها فيروساً ما زال معدياً بعد هذه الفترة الطويلة من الوقت'. ويبدو أن الفيروس ينتمي الى عائلة جديدة من الفيروسات العملاقة التي لا تصيب إلا الاميبا. ولكن البروفيسور كلافيري قال في مجلة 'وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم' ان إحياءَه في المختبر 'دليل يؤكد المبدأ القائل بأننا يمكن في نهاية المطاف أن نبعث فيروسات نشيطة مُعدية من حقب مختلفة'. وتابع كلافيري قائلاً: 'نحن نعرف أن هذه الفيروسات غير الخطيرة حية هناك، ولعل هذا يقول لنا إن النوع الخطير الذي قد يصيب البشر والحيوانات ، وكنا نظن بأننا استئصلناه من على وجه الأرض ، ما زال موجوداً وقادراً على البقاء في الأرض'. ومع تمكن الانسان من الوصول الى أصقاع الشمال نتيجة التغيّر المناخي تزداد فرص إيقاظ جراثيم ضارة بالبشر ، كما خلص الباحثون مشيرين الى أن متوسط حرارة السطح في المنطقة التي كان الفيروس نائماً فيها ارتفع ارتفاعاً أشد حدة من المناطق المعتدلة. وقال كلافيري 'إن البشر سيذهبون الى هذه المناطق ويستوطنون هناك ويبدأون بالتنقيب والحفر'. وحذرت شانتال ابرغيل زميلة كلافيري من أن فريقهما عثر على فيروس واحد يصيب الاميبا، ولا يمكن القول بثقة إن لم تكن هناك انواع أخرى من الميكروبات الضارة. وقالت ابرغيل إن فريقها سيدرس العينات التي أخذها من تحت الأرض وتسلسل حمضها النووي ليعرف ما إذا كانت هناك فيروسات خطيرة على البشر والحيوانات. ولفت الباحثون الى أن المنطقة التي عثروا فيها على الفيروس منطقة مهددة بسبب انحسار طبقتها الجليدية وانخفاض سمكها منذ السبعينات، فيما تشير التوقعات الخاصة بالتغيّر المناخي الى استمرار هذا التآكل في المستقبل. كما انها اصبحت منطقة سهلة الوصول اليها وتتجه اليها الأنظار لاستثمار مواردها الطبيعية. وحذر البروفيسور كلافيري من أن كشف الطبقات العميقة يمكن أن يعرض البشر الى مخاطر جرثومية جديدة. وقال 'إنه وصفة للكارثة. وإذا بدأنا استكشافات صناعية سيبدأ البشر بالتنقل حول الطبقات العميقة للسطح الجليدي ومن خلال عمليات الاستخراج والحفر ستُختَرق هذه الطبقات القديمة، وهذا هو مصدر الخطر'. يذكر أنه عُثر على الفيروس واسمه العلمي Pithovirus sibericum مدفونًا على عمق 30 متراً في باطن الأرض المتجمدة. وهو ينتمي الى فئة من الفيروسات العملاقة اكتُشفت قبل عشر سنوات