باريس ـ وكالات
قال باحثون فرنسيون: إن الأنواع الحيوانية النادرة أكثر من مجرد بوليصة تأمين لنظمها البيئي، إذ تلعب دورًا أساسًيا في طريقة أداء كوكب الأرض مهامه، وفي نجاته من الكوارث البيئية. حيث اكتشف باحثون من جامعة مونبيلييه الفرنسية، أن الأنواع الحيوانية النادرة الموجودة في الشعاب المرجانية والغابات الاستوائية والمروج الألبية، تؤدي أدوارًا فريدة من نوعها في طريقة أداء كوكب الأرض لمهامه. وتبيّن، أن تلك الأنواع تلعب دورًا متزايد الأهمية في الحفاظ على النظم البيئية عمّا كان يعتقد في السابق، وتبين أيضًا للباحثين أن تلك الأنواع النادرة تقوم بمهام ليس بوسع الأنواع العادية القيام بها، وباستخدامهم بيانات من ثلاثة نظم بيئية مختلفة وهي: الشعب المرجانية والغابات الاستوائية والمروج الألبية، ووجد الباحثون أن تلك المهام تحظى بأهمية كبرى في مسيرة الحفاظ على التوازن داخل النظم البيئية الحالية. وأشار الباحثون، إلى أنه في حال اختفاء تلك الأنواع النادرة، فإن أنظمتنا البيئية قد تنهار، أو تناضل من أجل إعادة بناء نفسها في حال وقوع كارثة عالمية. ونقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية، عن رئيس فريق الباحثين الدكتور دافيد مويلوت قوله: "لا يمكن الاستغناء عن تلك السمات المميزة، لأنها قد تكون مهمة بالنسبة إلى طريقة عمل النظم البيئية، إذا حدث تغيير بيئي كبير". أكثر من بوليصة تأمين.. على الرغم من الدور الذي تساهم تلك الأنواع النادرة من خلاله في تنوع منطقة ما، إلا أن أهميتها العملية في داخل تلك النظم البيئية لا تزال غير معلومة إلى حد كبير حتى الآن. وكان يعتقد في السابق، أن تلك الأنواع النادرة تقوم بالأدوار نفسها التي تقوم بها الأنواع العادية، داخل النظم البيئية، وإن كانت تحظى بتأثير أقل نظرًا إلى قلة أعدادها، وهي الظاهرة التي تعرف علميًا باسم التكرار الوظيفي، الذي يشير إلى أن الأنواع النادرة تعمل فقط كبوليصة تأمين للنظام البيئي إذا وقعت خسارة بيئية كبيرة. لتحديد ذلك، قام الباحثون بتحليل النطاق الذي تقوم من خلاله الأنواع النادرة بتلك الأنظمة البيئية الثلاثة المختلفة بالمهام البيئية نفسها، مثل الأنواع العادية الشائعة، وقال مويلوت: "توضح نتائجنا أن فقدان تلك الأنواع قد يؤثر بشكل كبير على أداء أنظمتها البيئية، وهو ما يشكك في العديد من استراتيجيات الحفظ الحالية". جاء هذا الجهد البحثي، ليؤكد أهمية حفظ الأنواع النادرة، حتى في الأنظمة البيئية المتنوعة، وأضاف مويلوت: "الأنواع النادرة ليست مجرد تأمينًا بيئيًا، فهي تقوم بمهام بيئية إضافية، قد تكون ذات أهمية أثناء التحولات السريعة التي تمر بها النظم البيئية، كما تدعو نتائجنا إلى إجراء تجارب جديدة لاختبار تأثير ندرة الأنواع بشكل صريح على العمليات البيئية".