أبيدجان ـ سبأ
يتحمل المسلمون الذين يصومون شهر رمضان هذا العام في كوت ديفوار أحوالا جوية سيئة غير مسبوقة من أجل الوفاء بالتزاماتهم الروحية اليومية.
وأعاقت العواصف والفيضانات تجمعات من أجل الصلاة، وجعلت العديد من المساجد غير صالحة للاستخدام (للصلاة) في أبيدجان، أكبر مدن البلاد، وفي مدينة وميناء "سان بيدرو" (جنوب غرب) المنتجة للكاكاو.
وعلى الرغم من ذلك، يقول الكثير من المسلمين، إن الطقس العاصف بدلا من أن يثبط عزيمتهم، زادهم إيمانا.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال الإمام سنغاري صديقي، وهو من بلدية "بورت بويه" قرب المطار الدولي: "صلينا مرتين فقط في مسجدنا قبل أن تجتاحه مياه الفيضانات وتهدمه".
وأشار إلى أنهم منذ ذلك الحين، يتجمعون في مكان آخر -عادة تحت مظلة- لأداء الصلاة.
وأضاف: "على الرغم من حالة (الطقس)، يأتي تقريبا جميع رواد المسجد الأصلي، ومن بينهم النساء وحتى الأطفال الصغار".
ولفت الإمام إلى أن "البعض يعبرون مناطق غمرتها المياه عند مستوى الركبة حيث يقيمون لحضور صلاة الفجر".
وتشهد كوت ديفوار حاليا موسم الأمطار أشد كثافة بمرتين عن المعتاد، وفقا لكوناتي داودا مدير دائرة الارصاد الجوية الوطنية.
وفي حديث لوكالة الأناضول قال داودا: "شهدنا 600 مم من الأمطار حتى الآن، ولكن هذا لا يزال أقل من توقعات خرائطنا الجوية لهذا العام، حيث ستصل إلى 680 مم من الأمطار، وهو أعلى بكثير من 287 مم سجلناها عام 2013".
وأوضح أن "هذا يرجع في معظمه إلى ارتفاع درجة حرارة أعلى البحر، التي تضاعفت هذا العام، الأمر الذي دفعنا لتحذير الإيفواريون لكي يعدوا أنفسهم للأمطار الغزيرة هذا الموسم".
وأشار إلى أنه يتوقع أن تهدأ الأمطار بحلول نهاية يوليو/ تموز الجاري، ولكن ليس قبل أن يسجل هطول الأمطار 680 مم.
ولقى نحو 23 شخصا مصرعهم حتى الآن من جراء الانهيارات الأرضية الناجمة عن العواصف، في حين نزحت مئات الأسر بعد انهيار منازلهم أو غمرها بالمياه، وفقا لوزارة الداخلية الإيفوارية.
ويتحسن الطقس لفترة وجيزة أثناء النهار، ولكن سرعان ما تتراكم الغيوم مجددا قبل غروب الشمس، إيذانا بهطول مزيد من الأمطار بينما يستعدون الناس لتناول وجبة إفطار رمضان.
وعادة ما يقاطع صلاة المغرب هطول الأمطار التي تستمر في السقوط حتى الصباح، وتشكل تحديا لصيام المسلمين.
ومعظم المساجد في البلاد مبنية من أسطح تسرب المياه وشرفات مكسورة ومنشآت غير مكتملة، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة لرواد المسجد خلال موسم الأمطار.
كما تعطل الرياح القوية والأمطار أيضا الاستعدادات للسحور، ولا سيما في الأحياء الفقيرة حيث تستخدم النساء الفحم للطهي.
وتقول فاتو تراوري، وهي أم لثلاثة أطفال (37 عاما): "كان من الصعب للغاية لعائلتنا إعداد السحور بسبب الأمطار".
وأضافت في حديث لوكالة الأناضول: "الفحم رطب ومن الصعب أن تبقى لدقائق خارج المنزل لطهي الطعام بسبب العاصفة، ولا يمكننا الطهي في الداخل بسبب الدخان المتصاعد من الفحم".
وتأثرت الشركات في رمضان بسبب الطقس السيء، وفقا لعدد من مندوبي المبيعات الذين التقتهم وكالة الأناضول.
ورغم ذلك، يعتقد معظم المسلمين أن ثواب الصيام هذا العام سيكون كبيرا ويرجع ذلك إلى المشاق الكبيرة التي يواجهونها من أجل الوفاء بالتزاماتهم الدينية.
وفي هذا الصدد يقول الإمام أبو ساوادوغو "المسلمون الإيفواريون يتحدون حاليا الطقس الغريب للغاية لتلبية المسؤوليات الروحية في رمضان".
وأضاف في حديث لوكالة الأناضول "يشجعهم الإيمان بأن ثوابهم سيكون كبيرا هذه المرة".
ومن المتوقع أن يتحسن الطقس بنهاية يوليو/ تموز الجاري، الذي سيشهد أيضا نهاية شهر رمضان في كوت ديفوار.