بغداد ـ المغرب اليوم
تصطف أُسرعراقية كل يوم قرب بئر في حي كراج الشمال في مدينة الموصل، لملء أوعيتهم البلاستيكية الكبيرة بمياه كبريتية غير صالحة للشرب تقريباً.
ولما فقد السكان في المدينة التي دمرتها الحرب في شمال العراق الأمل في انتظار مساعدة الحكومة أو جماعات الإغاثة الدولية شرعوا في حفر الآبار وسط الأنقاض، فيما تستعر المعارك حولهم لطرد تنظيم داعش من المدينة. لكن الحفر لا يوصلهم دائماً لمصدر مياه نظيف.
ولا يزال البئر ضرورياً لأغراض الغسل. وتوفي عشرة أطفال على الأقل في المنطقة لأسباب صحية منذ بدء القتال. وتحاول الأسر غلي الماء حتى يكون صالحاً للشرب، لكن طعم ورائحة المياه لا تتغير.
وقال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان: "نحن لدينا في مدينة الموصل تحديداً الكثير من مشاريع المياه، ولكن لدينا مشروعين كبيرين هناك. مشروع ماء الساحل الأيسر الكبير ومشروع ماء الساحل الأيمن الكبير. مشروع ماء الساحل الأيسر الكبير تم تشغيله بطاقة تقريبا 70% حالياً. يتم ضخ المياه إلى الكثير من أحياء المحافظة".
وأعادت الأمم المتحدة هذا الأسبوع فتح محطة لمعالجة المياه في إطار برنامج تأمل من خلاله أن تزود كل المناطق التي استعادتها القوات العراقية بالمياه خلال ثلاثة أشهر، لكن ذلك انتظار طويل بالنسبة للسكان.
وقالت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق ليز غراندي: "مرت أسابيع.. أشهر في الواقع منذ أن كانت هناك مياه صالحة للشرب، ولذلك فتح محطة معالجة المياه مهم جداً اليوم". وهناك 25 محطة أخرى لمعالجة المياه في انتظار الإصلاحات.
وخارج الموصل ذاتها يقول مسؤولون إن "إصلاح كل المنشآت في محافظة نينوى سيتكلف 35 مليار دولار، لكن الحكومة المركزية في بغداد لم توفر حتى الآن تلك المبالغ".
وفي كراج الشمال لا يزال السكان يقومون بالعمل بأنفسهم، فيما ينتظرون إصلاح محطة معالجة المياه الخاصة بهم.