الرباط - عمار شيخي
شهد المغرب منذ الاستقلال، 9 انتخابات تشريعية، أسفرت عن تشكيل مجلس النواب، وبلغ عدد رؤساء المجلس 11 رئيسا، أولهم الراحل عبد الكريم الخطيب الذي أسس حزب العدالة والتنمية، وهو امتداد لحزب الحركة الشعبية التي كان يتزعمها الخطيب في الستينيات من القرن الماضي، وبعد إعلان الملك الراحل حالة الاستثناء عام 1965، تم حل المجلس، وهو ما رفضه آنذاك عبد الكريم الخطيب، الذي ظل على رأس المجلس عامين فقط، (1963-1956)
ولد الدكتور عبد الكريم الخطيب، في مدينة الجديدة، في الثاني من مارس/آذار 1921، وتوفي في الرباط يوم 28 سبتمبر/ أيلول 2008، هو مجاهد ورجل مقاومة وتحرير ضد الاستعمار الفرنسي للمغرب، وهو أيضا سياسي محنك ووزير مغربي سابق، أصوله جزائرية، ودرس الطب بالجزائر العاصمة، وتولى منصب نائب رئيس جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا خلال العام الدراسي 1944- 1945، حظي بتوشيح من الملك الراحل محمد الخامس بوسام من درجة فارس، حين كان طالبا يشرف على جمعية "دار السلطان" في فرنسا، وأصبح الخطيب عام 1951، أول طبيب جرَّاح في المغرب.
وعُرف عن الخطيب اشتراكه منذ عام 1954 في التنظيم السرّي لجيش التحرير المغربي، والتقى أول مرة، عام 1955، بالزعيم علال الفاسي في القاهرة، وأصبح ممثلا رسميا له في المغرب، ولم يدم تواجد الخطيب كثيرا في حزب الاستقلال، حيث غادره عام 1957، متهما إياه بأنه يمثل "بورجوازية المدن"، وأسس مع السياسي المحجوبي أحرضان، حزبًا ريفيًا سمي "حزب الحركة الشعبية"، وفي فبراير/ شباط 1967، أسس الخطيب حزب "الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية"، بعد انسحابه من حزب "الحركة الشعبية"، واحتضن الخطيب عام 1996 الإسلاميين من عناصر "حركة الإصلاح والتجديد" و"رابطة المستقبل الإسلامي"، فكانت أول محاولة لدمج الإسلاميين في العمل السياسي، بعدما أخفقت محاولاتهم للحصول على الترخيص بإنشاء حزب، وتم تغيير اسم الحزب عام 1999، ليسمى بحزب "العدالة والتنمية"، تولى أمانته العامة عبد الكريم الخطيب، حتى عام 2004، ثم أسندت إليه رئاسته ورئاسة لجنة التحكيم، قبل أن توافيه المنية عام 2008 في الرباط.