أنقرة - المغرب اليوم
يُعد وادي الفراشات، التابع لولاية موغلا في تركيا، منتجعًا طبيعيًا، ومكانًا للهروب من حياة المدن الصاخبة لبضعة أسابيع أو أيام، وهو بالنسبة لآخرين، مكان يبدو واقعًا خارج نطاق التاريخ والزمن، ومن الصعوبة أن تصدق أن وادي الفراشات، موجود في أي مكان على الإطلاق، نظرا لجماله وطبيعته الساحرة، ووجود أسراب كثيرة من الفراشات، تعيش بالقرب من الشلالات.
ويُعد وادي الفراشات، واحدًا من أكثر الأماكن الخلابة في منطقة فتحية، التي تتميز بشواطئها البيضاء، وبحرها الهادئ، وطبيعتها الخلابّة، وهو واحد من أفضل الأماكن لقضاء عطلة نهاية الاسبوع، بعيدا عن ضجيج وصخب المدن.
يقع وادي الفراشات في سفوح جبل "باباداغ" (Babadağ)، على بحر إيجه، في محافظة "موغلا" (Muğla) في تركيا، وهو وادٍ كبير، يمكن الوصول إليه، إما بواسطة قارب أجرة من بلدة "فتحية" (Fethiye)، وتحديدًا من "أولودينيز" (Oludeniz)، وتستغرق الرحلة بهذا القارب حوالي 45 دقيقة، وتكلف حوالي 15 ليرة تركية.
وبالإمكان الوصول إلى الوادي مشيًا، عبر قرية فاراليا، لكن يفضل أن يكون مع دليل سياحي، لصعوبة ذلك، بسبب تضاريس المنطقة الصخرية.
كان يطلق على وادي الفراشات قديما، اسم "Gudurumsu"، ولكن بعد ذلك تمت تسميته بوادي الفراشات، بسبب وجود الأسراب الكثيرة من الفراشات التي تعيش فيه بالقرب من الشلالات.
عادة ما يقضي السياح في وادي الفراشات يوما واحدا أو أيامًا قليلة، إذ أن أماكن الإقامة الأساسية هناك هي أكواخ خشبية، قد لا تتوفر فيها الكهرباء، مما يوفر فرصة نادرة للعيش في جو مليء بالطبيعة الساحرة، وبعيدًا عن التكنولوجيا، فكل ما يمكن القيام به هنا هو الراحة والاسترخاء، والتمتع بالمشاهد الرائعة المحيطة بك.
كما يمكن للسائح استئجار خيمة ليلا، يمكنه النوم بداخلها أو خارجها مباشرة على الشاطئ!، ستكون هذا تجربة فريدة من نوعها، وعلى الرغم من ذلك، يفضلها العديد من السياح الأجانب القادمين من مناطق بعيدة، مثل سنغافورة وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية.
يتوفر مطعم واحد في المنطقة، لذلك فالوجبات باهظة الثمن، فإذا كنت من أصحاب الميزانيات المنخفضة، يُنصح بشراء بعض المواد الغذائية المعلبة، والوجبات الخفيفة من سوق أولودينيز، وإحضارها معك إلى وادي الفراشات.
كما يمكنك تكوين صداقات جديدة من جميع أنحاء العالم، وإذا قررت المبيت، ستستمتع بحلقات الغناء التي تعقد من قبل السياح، أمام الشاطئ مباشرة.
وبالتحديد، يقع وادي الفراشات في طريق "ليسيان واي"، الممتد لمسافة 500 كيلومتر، حيث توجد قرية فاراليا، والتي توفر مشاهد عامة للوادي الواقع تحتها مباشرة، وتوجد أيضا منصة خشبية تعمل كحانة مؤقتة لهواة المشي من وادي الفراشات نهارًا، ولا يمكن الوصول إلى وادي الفراشات كما ذكرنا، إلا عن طريق البحر، أو عبر طريق وجبال وعرة من قرية فاراليا.
ولمدة ثمانية أشهر في العام، فيما بين أبريل/ نيسان ونوفمبر/ تشرين الثاني، تنزل إلى الوادي مجموعات صغيرة، ومتنوعة من الشباب والسياح المتجولين، حيث يتعرّفون على أوقات النهار بشروق الشمس، ويمارسون تدريبات اليوغا، ويقضون الأمسيات بالموسيقى الصاخبة التي تستمر طوال الليل.
وما أن يحل منتصف النهار، وبعد أن تذهب القوارب التي تمكث بضع ساعات، يخلو وادي الفراشات لأولئك الذين يريدون قضاء الليل على ضوء النجوم، بعيدا عن صخب وفخامة المعيشة، في أولودينيز المجاورة.
ووراء حدود الشاطئ، هناك من يجدون في أنفسهم الجرأة على تسلق حائط الشلال، المؤدي إلى الوادي، من خلال جبال رأسية تقريبًا، بل ويستخدمون الحبال في الوصول إلى أماكن أعمق تؤدي بهم إلى قرية فاراليا.
ويؤوي وادي الفراشات، الذي تبلغ مساحته 86 ألف متر مربع، ما يقرب من 100 نوع من الفراشات، منها البرتقالية اللون الأصيلة، ومنها السوداء، ومنها فراشات "نيوجيرسي تايجر" البيضاء، كما تنمو هناك أشجار الزيتون، والليمون، والرمان، والبرتقال، والعنب، والكستناء، والخوخ، والبرقوق، والنخيل، والدفلى، ونبات الغار.
وهناك شلال هادر، ينحدر من الوادي الضيق، من ارتفاع 350 مترًا، إلى نهر رقيق يروي الأشجار البسيطة، التي تزهر بأوراق الخُزامى العطرة، وهي البيئة الطبيعية للفراشات.
وقد صنفت الحكومة التركية الوادي محمية طبيعية عام 1987م، لحماية الفراشات، والزهور المحلية هناك، وهو إجراء أدى إلى حماية الوادي. واشترت هيئة تنمية السياحة في تركيا وادي الفراشات من سكان قرى فاراليا عام 1981، ودشنته للسياحة عام 1984 وبعدها بثلاث سنوات، وعنما أعلنت الحكومة وادي الفراشات محمية طبيعية، حظرت الهيئة إقامة المباني ذات الصفة الدائمة فوق أرضه.
ولا يُسمح اليوم إلا بإقامة الخيام والأكواخ التي يمكن إزالتها، كما ركزت السلطات المحلية على تنمية الحياة الطبيعية في المنطقة، في مقابل تحقيق المكاسب التجارية.
المسافة بين "أولودينيز" في فتحية وهو أقرب مكان لوادي الفراشات، وبين بعض المدن التركية:
أولودينيز - إسطنبول 732 كم.
أولودينيز- أنقرة 662 كم.
أولودينيز - إزمير 372 كم.
أولودينيز - أنطاليا 137 كم.
أولودينيز - فتحية 11 كم.