الرباط _الدار البيضاء اليوم
تقلب المواجع مع كل وفاة جديدة فوق المستطيل “الأخضر”، ويتجدد السؤال بأكثر من صيغة عن هوية المسؤول عن فقدان أرواح بسبب بطء أو سوء التدخل الطبي لتقديم الإسعافات الأولية للاعبين الذين يصابون بإغماءات نتيجة اصطدام أو أزمة قلبية مفاجئة، حيث يُحدث التدخل الفوري والصحيح لتقديم المساعدة للمصاب الفارق في إنقاذ حياته. وحول ما إذا كان هنالك تقصير من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، من خلال لجنتها الطبية، في إلزام الأطقم الطبية، واللاعبين أيضا، بما أنهم يكونون أقرب إلى المصاب المفترض، بالتوفر على الحد الأدنى من مهارات تقديم المساعدة عبر خطوات بسيطة، في انتظار التدخل الطبي الكامل، أوضح مصدر من داخل اللجنة المذكورة لـ”هسبورت” أن هذه الأخيرة ملتزمة بتنظيم أيام دراسية ودورات تكوينية بشكل دوري
للأطقم الطبية للأندية، دون أن يشمل ذلك اللاعبين. وأضاف أن الإسعافات الأولية هي من بين القواعد التي يفترض أن يكون طبيب الفريق أو أعضاء فريقه ماهرا فيها، غير أن الموت يكون قدرا محتوما للمصاب في أحيان كثيرة، حتى وإن قدمت له المساعدة بالطريقة المثلى وفي الوقت المناسب. وأقر عضو اللجنة الطبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بوجود “تقصير” في ما يخص إخضاع اللاعبين لتكوينات في الإسعافات الأولية، موردا أنها “من بين الأمور التي يجب أن تتحقق في القريب العاجل، بتنسيق مع الأطقم الطبية للأندية، خصوصا وأن المصاب يكون قريبا من زملائه أكثر منه إلى الطاقم الطبي، لا سيما وأن الثانية تكون مهمة في إحداث الفارق، إما بإتمام عملية الإنقاذ بنجاح أو العكس”. وأضاف المصدر ذاته، في إشارة إلى وجود
نوع من التواكل في صفوف الأندية واللاعبين، أنه “من السهل اليوم تلقي تكوين ذاتي في الإسعافات الأولية. هي خطوات بسيطة تحتاج إلى مرافقة طبية لتبسيط المصطلحات وتمثيل الحالات للتدرب على التدخل بالطريقة الصحيحة. يمكن للأطقم الطبية للأندية أن تلقن لاعبيها أبرز الخطوات لإنقاذ زميل لهم في حال احتاج لمساعدة عاجلة في الملعب”. جدير بالذكر أنه بالإضافة إلى مدى استيعاب وإدراك الطاقم الطبي للفريق لخطوات الإسعاف الأولي، خصوصا تحت عامل الضغط، تظل سيارات الإسعاف في جل الملاعب المغربية وسيلة نقل فقط نحو المستشفى، علما أن واقع الممارسة وتطورها، قياسا بالميزانيات الضخمة التي تخصصها الجامعة للنهوض باللعبة، يفرض توفير سيارات إسعاف مجهزة للتدخل المستعجل. وحاولت “هسبورت” التواصل مع نزار سكتاني، رئيس اللجنة الطبية للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لنقل تصوره للموضوع، إلا أنه لم يرد. وكان رضا ساقي، لاعب نادي نجم الشباب البيضاوي، آخر ضحايا المستطيل “الأخضر”، بعدما أسلم الروح إلى بارئها أول أمس الأحد، أثناء مباراة فريقه أمام حسنية بنسليمان، في حادث أليم.
قد يهمك ايضا
ماتيا أغنيسي يفوز بجائزة اللعب النظيف من "الفيفا"
أمين الدمغي يوجّه بإخراج البطاقة الصفراء في وجه أي لاعب يبصق في الملعب