لندن - د.ب.أ
عندما يتعلق الأمر بالدوري الانجليزي لكرة القدم، فإن العنصر المالي يشكل دائما محورا أساسيا عند الحديث عن البطولة.
وقبل انطلاق النسخة الجديدة للمسابقة السبت، فإن معظم الأندية المشاركة خاصة فرق المقدمة، أنفقت مبالغ طائلة من أجل المنافسة بقوة على اللقب، والاستفادة من الأرباح الهائلة التي ستحصل عليها عند التتويج بالبطولة.
وبينما اكتفى تشيلسي (حامل اللقب) بعدد محدود من الصفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، فإن منافسيه أنفقوا الكثير من أجل انتزاع البطولة في الموسم الجديد.
وتكلفت كل من أندية مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول أكثر من 50 مليون جنيه استرليني (78 مليون دولار) من أجل تدعيم صفوفها بلاعبين جدد، رغم استردادها جزءا كبيرا من هذه النفقات بعد السماح لبعض لاعبيها بالرحيل.
وشغلت صفقة انتقال رحيم ستيرلينغ جناح ليفربول إلى مانشستر سيتي الاهتمام الأكبر لجميع المتابعين بعدما انضم اللاعب الأسمر لصفوف الفريق السماوي مقابل 44 مليون جنيه استرليني، بالإضافة إلى خمسة ملايين أخرى يحصل عليها ليفربول بناء على نسبة مشاركاته مع فريقه الجديد.
وبات ستيرلينغ بهذا أغلي لاعب انجليزي في تاريخ المسابقة، وهو ما جعل نيال كوين مهاجم مانشستر سيتي السابق يرى أن ذلك قد يتسبب في مزيد من الضغوط على اللاعب البالغ من العمر 20 عاما.
وأكد كوين في حوار مع شبكة (سكاي سبورت) "إن جماهير سيتي ستكون مستعدة للتخلي سريعا عن دعمها للاعب إذا لم يظهر بصورة جيدة مع الفريق".
وعقب رحيل ستيرلينج، فقد أنفق ليفربول نحو 77 مليون جنيه استرليني لتعزيز صفوفه، وهو ما يمثل استثمارا ضخما لملاك النادي الأمريكيين.
ودفع ليفربول 32.5 مليون جنيه استرليني للتعاقد مع كريستيان بينتيكي مهاجم أستون فيلا، في ظل سعي برندان رودجرز مدرب الفريق لاستعادة مكانته مجددا عقب النتائج المخيبة التي حققها الفريق في الموسم الأخير، والتي تسببت في تراجعه للمركز السادس بترتيب المسابقة بدلا من المركز الثاني الذي احتله الفريق في الموسم قبل الماضي.
وأوضح رودغرز أن فريقه لا يعاني من الضغوط هذا الموسم على عكس الموسم السابق، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي الذي يسعى الفريق لتحقيقه في الموسم الجديد هو التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا.
وصرح رودغرز للصحافيين: "عندما يتولى أي مدرب قيادة أحد فرق المقدمة فإنه يدرك أنه مطالب بتحسين مستوى الفريق، لقد تعاقدنا مع لاعبين جدد، ونأمل أن يكونوا عند حسن الظن بهم ويساهموا في تطوير أداء الفريق بشكل واضح".
وكشف رودغرز: "بالنسبة لي، فإن ملاك النادي كانوا رائعين معي منذ أن وطأت قدماي ملعب أنفيلد (معقل ليفربول)، لقد كانوا سندا كبيرا لي ويثقون تماما في قدراتي إن مهتمي هي العمل فقط بشكل جيد مع الفريق والوصول إلى أفضل مركز ممكن".
من جانبه، فقد سار مانشستر يونايتد على نهج ليفربول، وبدأ في الإنفاق ببذخ في سوق الانتقالات الصيفية، فيما سمح لجناحه الأرجنتيني أنخيل دي ماريا بالرحيل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بعد أن قضى موسما واحدا فقط مع النادي الانجليزي.
وانضم دي ماريا إلى فريق العاصمة الفرنسية مقابل 5ر44 مليون جنيه استرليني، فيما تكبدت خزينة يونايتد 57.7 مليون حينما تعاقدت معه الموسم الماضي في صفقة قياسية لكرة القدم الانجليزية.
وتعاقد فريق المدرب لويس فان جال مع الجناح الهولندي ممفيس ديباي مقابل 25 مليون جنيه استرليني في شهر حزيران/يونيو الماضي، قبل أن يضم أيضا مورغان شنايدرلين وباستيان شفاينشتايغر وماتيو دارميان بتكلفة إجمالية بلغت 52.1 مليون جنيه.
وتأتي هذه المصاريف الباهظة من جانب يونايتد من أجل استعادة لقب الدوري، الذي غاب عن قلعة أولد ترافورد في الموسمين الأخيرين، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ عشرة أعوام.
في المقابل حافظ أرسنال، الذي حصل على المركز الثالث في ترتيب الدوري الموسم الماضي، على سياسته الاقتصادية المتعقلة بعدما تعاقد مع التشيكي بيتر تشيك حارس مرمى تشيلسي مقابل عشرة ملايين جنيه استرليني.
ولم يقتصر الإنفاق على الأندية الكبرى فقط، بعدما دفعت أندية بورنموث وواتفورد ونوريتش سيتي، التي صعدت هذا الموسم من دوري الدرجة الأولى (تشامبيون شيب) ما يقرب من 41 مليون جنيه حتى الآن من أجل جلب لاعبين جدد.
ويعد واتفورد أكثر الأندية الصاعدة إنفاقا بعدما تكلف أكثر من 21 مليون جنيه على صفقاته الجديدة.
ولا يضمن المال النجاح في كرة القدم، حتى في الدوري الانجليزي ولكن المنافسة باتت أكثر صعوبة دون نفقات ضخمة.